للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشير إلى تأثره غيلان من بعد أن صرنا إليه إن شاء الله تعالى.

وقصائد تسري إليك كأنها ... أحلام رعبٍ أو خطوب طرق

من منهضاتك مقعداتك خائفًا ... مستوهلًا حتى كأنك تطلق

أي حتى كأنك حامل بها وجع الولادة. تطلق بضم التاء وفتح اللام مبنية للمفعول:

من شاعر وقف الكلام ببابه ... واكتن في كنفي ذراه المنطق

قد ثقفت منه الشآم وسهلت ... منه الحجاز ورققته المشرق

قوله «وقبيلة» و «قصائد» يجوز فيها النصب بالرد على اسم أن من قوله فإن لي سورًا إلخ. هذا وقوله: «وقصائد تسري إليك» وقوله: «كثرت بها حركات أهل الأرض إلخ» في النونية وقوله: «إنسية وحشية إلخ» وقوله: «مغربة في الأرض آنسة إلخ» في الأبيات البائية التي مرت منذ حين قريب، كل هذا يريد به أن يدل على سيرورة الشعر، وكثرة إنشاد الناس له، وهذا مما يصحح ما ذهبنا إليه في تفسير قوله «وتدر كل وريد» إن شاء الله.

وقال في آخر البائية التي مدح بها أبا دلف وجعل الخاتمة تنتظم عدة أبيات:

إليك أرحنا عازب الشعر بعدما ... تمهل فروض المعاني العجائب

غرائب لاقت في فنائك أنسها ... من المجد فهي الآن غير غرائب

ولو كان يفني الشعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في العصور الذواهب

ولكنه صوب العقول إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب

أقول لأصحابي هو القاسم الذي ... به شرح الجود التباس المذاهب

وإني لأرجو أن ترد ركائبي ... مواهبه بحرًا ترجى مواهبي

وأحسن أبو تمام إذا حلى البيت السابق للمقطع وكأنه منه باسم ممدوحه كما فعل في قوله:

هذا أبو دلفٍ حسبي به وكفى

<<  <  ج: ص:  >  >>