للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخفش على الخلال بجر المتدارك ولم يكونوا يرون للمتقارب نسيباً بين جميع البحور وهذا خطأ لأنه قريب القرابة بالرمل والوافر، لا بل له قربي مع الطويل والخفيف. ونغماته من أيسر النغمات موكلها تدور على تكرار الجزء «ترن رن» ثماني مرات وقد يدخل الأجزاء بعض التغيير، ولكنه لا يؤثر في جوهر نغمها. وأنواع المتقارب ثلاثة، ثالثها أشبه بالقصار منه بالطوال.

أما الأولى فتام، وميزانه:

فعولن فعولن فعولن فعولْن ... فعولُن فَعُولُن فَعولُن فعولن

وقد يصير:

«فعول فعولن فعول فعولن» x ٢ وهكذا، وحذف النون من فعولن يسميه العروضيون قبضاً؛ ومثال المتقاربة الأول من العبث:

كريم ودود طروب غضون ... لئيم حسود عنيد كئيب

كرام صباح طوال جسام ... عظام كبار سمان ضخام

ضربنا كتبنا سبقنا لعينا ... جرينا رمينا شربنا طربنا

فعولن وجوه فعولن صباح ... فعولن خدود فعولن ملاح

وجوه صباح خدود ملاح ... وفي اللحظ شهد وفي الثغر راح

أقول له هل فعولن فعولن ... فعولن فعولن لتنظم شعرا

فيقال أبيت أبيت أبيت ... لأني أتبع في الشعر بشرا (١)

فشعري رمز وسحري غمز ... ولحني من الشمع قد طار خمرا

وبالحث أرعى مع التيه موسي ... وبالوصل من كرمة الهجر جمرا


(١) وكان رحمه الله زعيم مدرسة الشعر الرمزي بالشرق العربي: وله بعض أوزان منها مبتكر ومنها مستمد من أخرى معروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>