للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى قوله في العينية التي يمدح بها علي بن أحمد الخراساني (١):

فأرحام شعرٍ يتصلن لدنه ... وأرحام مالٍ لا تني تتقطع

فتى ألف جزءٍ رأيه في زمانه ... أقل جزيء بعضه الرأي أجمع

وقوله في الشينية التي مدح بها أبا العشائر (٢).

كأن تلوي النشاب فيه ... تلوي الخوص في سعف العشاش

ونهب نفوس أهل النهب أولى ... بأهل المجد من نهب القماش

ودع هذه الأمثلة التي ليست من قصائد شبابه الجياد، وانظر إلى هذه الأمثلة من قصائد عدها النقاد من بواكير إحسانه، نحو قوله في التائية (٣):

لا سرت من إبل لو أني فوقها ... لمحت حرارة مدمعي سماتها

وحملت ما حملت من هذي المها ... وحملت ما حملت من حسراتها

وكقوله في الحاجبية (٤):

قد عسكرت فيها الرزايا عسكرًا ... وتكتبت فيها الرجال كتائبا

أسد فرائسها الأسود يقودها ... أسد تصير له الأسود ثعالبا

وكقوله من الدالية التي مدح بها شجاع بن محمد المنبجي (٥):

أيلت مودتها الليالي بعدنا ... ومشي عليها الدهر وهو مقيد

أبرحت يا مرض الجفون بممرض ... مرض الطبيب له وعيد العود


(١) نفسه ٢: ٢٣٥.
(٢) نفسه ٢: ٢٠٧.
(٣) نفسه ١: ٢٢٥.
(٤) نفسه ١: ١٢٢.
(٥) نفسه ١/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>