للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا يجيئون بها أسماطًا؛ ويغلب على ظني أنهم عرفوا البيت الكامل، بتطويل هذه الأقسام شيئًا. ثم أرجح أنهم لم يقدموا إقدامًا جريئًا على نظم الأبيات الكاملة متواترة أول الأمر، وإنما كانوا يجيئون بالأسماط، ثم يتخلصون منها إلى أقسام أطول منها، مستعملين السجع والازدواج بلا سجع، ثم يتخلصون بعد ذلك إلى البيت الكامل. كلمة أبي المثلم تمثل هذا الأسلوب، وبحسبك أن تنظر في هذه الأبيات الأخيرة منها:

١ - رباء مرقبة

مناع مغلبة

ركاب سلهبة

قطاع أقران

٢ - شهادة أندية

حمال ألوية

جواب أودية

سرحان فتيان

٣ - يحمي الصحاب،

إذا كان الضراب،

ويكفي القائلين.

إذا ما كبل العاني

٤ - يعطيك ما لا تكاد النفس ترسله

من التلاد، وهوب، غير منان

فالجزء الثالث عمد فيه الشاعر إلى أقسام طويلة كالمسجعة، وإلى التقسيم المزدوج من غير سجع، ليأتي ببيت تام، وكان هذا التنويع منه، بمنزلة التخلص من أسلوب الأقسام المسمطة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>