وبه نستعين وله الحمد أولاً وأخيرًا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد، فقد فرغت من هذا الجزء الثالث من المرشد منذ أعوام ثمانية. وكنت هممت أول الأمر أن أصدره منفصلاً عن الجزئين السابقين، خشية أن يطول الكتاب فيُمل.
ثم رأيت العدول عن هذا الرأي، وحالت شواغل العمل وعسر وسائل النشر عن إصداره في حينه فأخرجت منه قطعًا في مجلة المجمع اللغوي بالقاهرة حرسها الله.
ثم رأيت بعض الفضلاء يأخذ من ذلك ولم يشر إليه. وإنما نتف العلم عارية متداولة. غير أن هذا صحح العزم عندي في إخراج هذا القدر الذي أنجز كله مرة واحدة. وآمل أن ألحق به جزءًا رابعًا أُحدث القارئ الكريم فيه عن تطور القصيدة وطبقات شعراء وهلم جرا.
وهذا يعد أوان أقدم السفر بين يديه وآمل أن يرضاه وبالله التوفيق.