للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صَيْفِيٍّ، يكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وهو مَرْوَزِيٌّ، سَمِعَ عبْدِ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعًا وخَلْقًا كَثيْرًا. وحَدَّثَ عَنْ إِمَامِنَا أَحْمَدَ بأَشْيَاء؛ مِنْهَا: قَالَ: ذَاكَرْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَوْمًا بَعْضَ إِخْوَانِنَا وتَغَيُّرُهُ عَلَيْنَا، فَأَنْشَأَ أَبُو عَبْدِ الله يَقُوْلُ:

وَلَيْسَ خَلِيْلِيْ بالمَلُوْلِ، ولَا الَّذِيْ … إِذَا غِبْتُ عَنْهُ بَاعَنِيْ بِخَلِيْلِ

ولَكِنْ خَلِيْلِيْ مَنَ يَدُوْمُ وِصَالُهُ … ويَحْفَظُ سِرِّيْ عِنْدَ كُلِّ دَخِيْلِ

رَوَى عَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وأبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحقَ القَاضِي، وأَخُوْهُ حَمَّادُ بنُ إِسْحقَ، وغَيْرُهُم. وكَانَ عَالِمًا بالفِقْهِ، بَصِيْرًا بالأحْكَامِ، وَوَلاَّهُ المَأْمُوْنُ قَضَاءَ القُضَاةِ بِبَغْدَادَ، وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنيِّ: خَرَجَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ إِلَى أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَهْوَ ضَجِرٌ فَقَالَ: أليْسَ مِنَ الشَّقَاءِ أَنْ أَكُوْنَ جَالَسْتُ ضَمُرَةَ بنَ


= براعةِ المَأْمُونِ في العِلْمِ. وكانت الوُزَرَاءُ لا تَعْمَلُ في تدبير الملك شَيْئًا إلَّا بعدَ مُطَالعة" وما يقالُ كثيرٌ، وما يثبتُ قَلِيْلٌ، وقد لا يَثْبُتُ شيءٌ.
أمَّا منزلتُهُ في الحديث وما قِيْلَ عن ضَعْفِهِ فيه فهذا شيءٌ آخر له رِجَالُهُ المأمُونُون عليه، وكل ما خَضَعَ لقواعد الجَرْحِ والتَّعديل قُبِلَ أو رُفِضَ، ولسنا بصدد ذكره الآن. وحكاياتُهُ ونوادرُهُ وأخبارُهُ وطرائِفُهُ الأدبيَّهُ مدوَّنةٌ في كُتُبِ الأدبِ منها في "الأغاني" (٢٠/ ٢٢٣، ٢٢٤)، و"تذكرة ابن حمدون" (٢/ ٩٥، ٣٥٤، ٣/ ١٧٩، ١٨٠، ٤/ ٥٨، ٥٩، ٦/ ٢٢٨، ٧/ ٢١١، ٢٢٧، ٢٥٤ د ٢٥٦، ٨/ ١٧١، ١٧٢، ٢٢٦، ٢٩٤، ٣١٣، ٩/ ٢٧٤، ٢٧٥، ٤١٦)، و"الفرج بعد الشَّدة"، و"نشوار المُحاضرة"، و"ربيع الأبرار"، و"العقد الفريد"، و"الجليس الصَّالح"، و"المَحَاسِن والمساوي"، و"محاضرات الأدباء"، و"نهاية الأرب"، و"صبح الأعشى"، وجملة من كتب الثَّعالبي … وغيرها كثير.