للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كنتُ اليومَ مَعَ أَهْلِ العِرَاقِ في مسأَلةِ كَذَا، فَلَو كَانَ معيَ حَدَيثٌ عَنْ رَسُوْلِ الله ؟ فَدَفَعَ إِلَيْهُ أَحْمَدُ ثلاثَةَ أَحَادِيْثَ، فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ الله خَيْرًا.

وَقَال الشَّافِعِيُّ لإمَامِنَا أَحْمَدَ يَومًا: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بالحَدِيْثِ والرِّجَالِ، فَإِذَا كَانَ الحَدِيثُ الصَّحِيْحُ فَأعلِمُونِي، إِنْ شَاءَ يكونُ كوفيًّا، أو شَامِيًّا (١)، حَتَّى أذْهَبَ إِليهِ إِذَا كَانَ صَحِيْحًا. وَهذَا مِنْ دِيْنِ الشَّافِعِيِّ حَيْثُ سَلَّمَ هذَا العِلْمَ لأَهْلِهِ.

وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الوَرَّاقُ (٢): مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبلٍ. قَالُوا لَهُ: وأَيْشٍ (٣) الَّذِي (٤) بانَ لَكَ من علمِهِ وفَضْلِهِ عَلى سَائِرِ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ سُئِلَ عَن ستِّينَ أَلْفَ مَسْأَلةٍ، فَأَجَابَ فِيْهَا بأَنْ قَالَ: "أَخْبَرَنَا"


(١) في (أ) و (ط): "أو شاء شاميًّا".
(٢) ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٢٨١).
(٣) في (ط): "إيش" وصَوابها - إن شاء الله - كما أَثْبَتُّ، وسأكتفي بهذه الإشارة عن المواضع الأُخرَى اللَّاحقة. وهي مختصر (أَيِّ شَيْءٍ)، ونَظَراً إلى كثرةٍ وُرُودِ هذه اللَّفظة في كتابنا هذا وغيره من الكُتُبِ أُحبُّ أن أذكرَ بعضَ ما قال العُلماء فيها، فأقُوْلُ: ذهبَ بَعْضُ العُلَمَاءِ إلى أنَّها مُوَلَّدَةٌ، وقال: جَنِّبُونا أَيْشٍ. ونَصَّ ابنُ السِّيدِ البَطَلْيَوْسِيُّ في كتاب "الاقتضاب" (٢٦٤) على أنَّها لفظةٌ عَرَبِيَّةُ الأصْلِ فَقَالَ: "إنَّ العَرَبَ يَحْذِفُونَ حَرْفَ الجرِّ من كلامهم تخفيفًا كقولهم: أَيْشٍ لَكَ، وهم يُريدون: أيَّ شيءٍ لَكَ". وذكر السُّهيلي أنَّها في معنى أيِّ شيءٍ كما يُقَالُ: وَيْلُمَّه في معنى: وَيْلٌ لأُمِّهِ على الحَذْفِ؛ لكَثرة الاستِعْمَالِ.
أقولُ - وعلى الله أعتمد -: وقالت العَرَبُ "عَلْمَاءِ بَنِي فُلَانٍ" أَيْ: عَلَى المَاءِ، وبلعنبر وبلحارث .. ومثله كَثِيرٌ. يُراجع: شفاء الغليل (٣٩)، وقصد السَّبيل (٢٢٩) .. وغيرهما.
(٤) ساقط من (أ).