للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثَّوْرِيِّ (١) وأفقهُ.

وأَمَّا الخَصْلَةُ الثَّالِثَةُ، وَهِيَ قَوْلهُ: "إِمَامٌ في اللُّغةِ" فَهُو كَمَا قَالَهُ. قَال المَرُّوْذِيُّ (٢): كَانَ أَبُو عبدِ الله لا يَلْحَنُ في الكَلَامِ، ولَمَّا نُوْظِرَ بَينَ يَدَي الخَلِيْفَةَ كَانَ يَقُولُ: كَيْفَ أَقُولُ مَا لَم يُقَلْ.

وَقَالَ أَحْمَدُ -فِيمَا رَوَاهُ عَنْه مُحَمَّدُ بن حَبِيْبٍ- (٣): كتبتُ منَ العَرَبِيَّةِ أكثرُ ممَّا كَتَبَ أَبُو عَمْرِو بنِ العَلَاءِ (٤). وَكَانَ يُسأَلُ عَنْ أَلْفَاظٍ مِنَ اللُّغَةِ تَتَعَلَّقُ بالتَّفْسيرِ والأخبارِ، فيُجيبُ عَنْ ذَلكَ بأَوضحِ جَوَابٍ، وأَفْصَحِ خِطَابٍ، فَرَوى عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: سَأَلْتُ أَبي عَنْ حَدِيْثِ إِسْمَاعِيل بن عُلَيَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عن أَبي مَعْشَرٍ، قَالَ: "يَكْرَهُ التَّكْفِيْرَ في الصَّلَاةِ" قَالَ أَبِي: التَّكْفِيْرُ أَنْ يَضَعَ يَمينَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ فِي الصَّلَاةِ (٥).


= الذَّهب (٢/ ٩٣). ومَعَ أَنَّ "أبا ثَوْرٍ" لقبٌ لا كنيةٌ لم يردْ في كَشْفِ النِّقَاب لابن الجَوْزِيِّ، ولا في نُزهة الألبابِ للحافظِ ابنِ حَجَرٍ رحمهما الله؟! فهو مستدركٌ عليهما.
(١) سفيان الثَّوريُّ الإمام المشهور.
(٢) في (ط): "المَرْوَزِيُّ" وهو مترجمٌ في موضعه من الكتاب مشهورٌ في أصحاب أحمد. اسمه "أحمد بن محمد بن الحجاج" رقم (٥٠).
(٣) مترجمٌ في موضعه من الكتاب رقم (٤٠٢).
(٤) الذي في مناقب الإمام أحمد لابن الجَوْزِيِّ (٦٠٠) "أبو عمرو الشِّيباني" وأيُّهما ثبت. لا أظنُّ ذلك؟! فهذه مبالغةٌ ظاهرةٌ، لا أظُنُّها تثبتُ عن الإمام.
(٥) جاء في "غَرِيب الحَدِيثِ" للخَطَّابِيِّ : "تكفِّر: تَوَاضَعَ وتَذَلِّلَ، وأصلُه أن يُومئَ الرَّجُلُ برَأْسه ويَنْحَنِيَ إذَا أراد تعظيمَ صاحبه، قال جريرٌ:
فَإِذَا سَمِعْتَ بحَرْبِ قَيْسٍ بَعْدَهَا … فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيْرَا =