للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَصْحَابُ رَسُوْلِ الله فَقَدْ كَذَّبَهُمْ، وكَفَى بِهَذَا فُرْقَةً، فَطَعَنَ عَلَيْهِمْ، فَهْوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ مُضِلٌّ، مُحْدِثٌ في الإسْلَامِ مَا لَيْسَ فِيْهِ.

واعْلَمْ -رَحِمَكَ اللهُ- أَنَّه لَيْسَ في السُّنَّةِ قِيَاسٌ، ولَا تُضْرَبُ لَهَا الأمْثَالُ، ولا تُتَبَّعَ فِيْهَا الأهْوَاءُ، وهُوَ التَّصْدِيْقُ بآثارِ رَسُوْلِ الله بِلَا كَيْفَ ولَا شَرْحَ، ولا يُقَالُ: لِمَ؟ ولا: كَيْفَ؟ فالكَلَامُ والخُصُوْمَةُ والجِدَالُ والمِرَاءُ مُحْدَثٌ، يَقْدَحُ الشَّكَّ في القَلْبِ، وإِنْ أَصَابَ صَاحِبُهُ الحَقَّ والسَّنَّةَ.

واعْلَمْ أَنَّ الكَلَامَ في الرَّبِّ تَعَالَى مُحْدَثٌ، وَهُوَ بدْعَةٌ وضَلَالَةٌ، ولَا يَتَكَلَّمُ في الرَّبِّ إلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ﷿ في القُرْآَنِ، ومَا بَيِّنَ رَسُوْلُ الله لأصْحَابِهِ، وهو -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- وَاحِدٌ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)(١) رَبُّنَا أَوَّلُ بِلَا مَتَى، وآخِرُ بلَا مُنْتَهَى، يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفَى، وهو (٢) عَلَى عَرْشِهِ اسْتَوَى، وعِلْمُهُ بكلِّ مَكَانٍ، لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ، ولَا يَقُوْلُ في صِفَاتِ الرَّبِّ (٣): لِمَ؟ ولَا: كَيْفَ؟ إلَّا شَاكٌّ في اللهِ (٤) .

والقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ، وتَنْزِيْلُهُ ونُوْرُهُ، ولَيْسَ مَخْلُوقًا؛ لأنَّ القُرْآنِ مِنَ اللهِ، ومَا كَانَ مِنَ اللهِ فَلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وهكَذَا قَالَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ،


(١) سورة الشُّورى.
(٢) في (ب): "وعلى عرشه استوى".
(٣) في (ط): "الرَّبُّ تَعَالَى".
(٤) ساقط من (هـ).