شَيْءٍ، وزَمَانُكَ -خَاصَّةً- زَمَانُ سُوْءٍ، فاتَّقِ اللهَ، فإِذَا وَقَعَتِ الفِتْنَةُ فالزَمْ جَوْفَ بَيْتِكَ، وفُرَّ مِنْ جِوَارِ الفِتْنَةِ، وإِيَّاكَ والعَصَبِيَّةَ، وكلُّ مَا كَانَ مِنْ قِتَالٍ بينَ المُسْلِمِيْنَ عَلَى الدُّنْيَا فَهُوَ فِتْنَةٌ، فاتَّقِ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، ولَا تَخْرُجْ فِيْهَا، ولَا تُقَاتِلْ فِيْهَا، ولَا تَهْوَ، ولَا تُشَايِعْ، ولَا تُمَايِلْ، ولا تَحِبَّ شَيْئًا مِنْ أُمُوْرِهِمْ؛ فإِنَّه يُقَالُ: مَنْ أَحَبَّ فِعَالَ قَوْمٍ -خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا- كَانَ كَمَنْ عَمِلَهُ. وفَقَّنَا اللهُ وإِيَّاكُمْ لِمَرْضَاتِهِ، وجَنَّبَنَا وإِيَّاكُمْ مَعَاصِيْهِ. وأقِلَّ مِنَ النَّظَرِ في النُّجُوْمِ إلَّا بِمَا تَسْتَعِيْنُ بِهِ علَى مَوَاقِيْتِ الصَّلَاةِ، والْهَ عَمَّا سَوَى ذلِكَ، فإِنَّه يَدْعُو إِلَى الزَّنْدَقَةِ، وإِيَّاكَ والنَّظَرَ في الكَلَامِ، والجُلُوْسَ إِلَى أَصْحَابِ الكَلَامِ، وعَلَيْكَ بالآثَارِ وأَهْلِ الآثَارِ، وإِيَّاهُمْ فَاسْأَلْ، ومَعَهُمْ فاجْلِسْ، ومِنْهُمُ فاقتَبِسْ.
واعْلَمْ أَنَّه مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ مِثْلَ الخَوْفِ مِنَ اللهِ، وطَرِيْقُ الخَوْفِ والحَذَرِ والشَّفَقَاتِ والحَيَاءِ منَ اللهِ، واحْذَرْ أَنْ تَجْلِسَ مَعَ مَنْ يَدْعُو إِلَى الشَّوْقِ والمحَبَّةِ، ويَخْلُو مَعَ النِّسَاءِ، وطَرِيْقِ المَذْهَبِ، فإِنَّ هَؤُلَاءِ كُلَّهُم عَلَى ضَلَالَةٍ.
واعْلَمْ أَنَّ الله تَعَالَى دَعَا الخَلْقَ كُلَّهُمْ إِلَى عِبَادَتِهِ، ومَنَّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ بالإسْلَامِ تَفَضُّلًا مِنْهُ. والكفَّ عَنْ حَرْبِ عَليٍّ ومُعَاوِيَةَ، وعَائِشَةَ وطَلْحَةَ والزُّبِيْرِ ﵏ أَجْمَعِيْنَ ومَنْ كَانَ مَعَهُمْ، لَا تُخَاصِمْ فِيْهِمْ، وَكِلْ أَمْرَهُمْ (١) إِلَى اللهِ تَعَالَى، فإِنَّ رَسُوْلَ الله ﷺ قالَ: "إِيَّاكُمْ وذِكْرَ
(١) في (هـ): "أمر".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute