للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صَاحِبَ البِدْعَةِ يُضِلُّهُ حَتَّى يُكَفِّرَهُ؟ فَاحْذَرْ، ثُمَّ احْذَرْ أَهْلَ زَمَانِكَ خَاصَّةً، وانْظُرْ مَنْ تُجَالِسُ، ومِمَّنْ تَسْمَعُ، ومَنْ تَصْحَبُ؟ فَإِنَّ الخَلْقَ كُلَّهُمْ في ضَلَالَة (١) إلَّا مَنْ عَصَمَ اللهُ مِنْهُمْ، وإِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَذْكُرُ المَرِيْسِيَّ أَوْ ثُمَامَةَ وأَبا الهُذَيْلِ، وهِشَامَ الفُوَطِيَّ، أَوْ وَاحِدًا مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وأَشْيَاعِهِمْ فاحْذَرْهُ، فإِنَّه صَاحِبُ بِدْعَةٍ، وإِنَّ هؤُلَاءِ كانُوا عَلَى الرِّدَّةِ، واتْرُكْ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرَهُمْ بِخَيْرِ مَنْزِلَتهُم. والمِحْنَةُ في الإسلام بِدْعَةٌ، وأَمَّا اليَوْم فيُمْتَحَنُ بالسُّنَّة، لِقَوْلهِ: "إِنَّ هَذَا العِلْمَ دِيْنٌ، فانْظُرُوا مِمَّنْ تأْخُذُوْنَ دِيْنكُمْ، ولا تَقْبَلُوا الحَدِيْثَ إلَّا عَمَّنْ (٢) تَقْبَلُوْنَ شَهَادَتَهُ" فينظُرَ (٣) إِنْ كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ، صَدُوْقٌ كَتَبْتَ عنه، وإلَّا تَرَكْتُه.

وإِذَا أَرَدْتَ الاسْتِقَامَةَ عَلَى الحَقِّ وطَرِيْقِ أَهْلِ السُّنَّة قَبْلَكَ فاحْذَرْ الكَلَامَ وأَصْحَابَ الكَلَامِ، والجِدَالَ، والمِرَاءَ، والقِيَاسَ، والمُنَاظرَةَ في الدِّيْنِ، فَإِنَّ اسْتِمَاعَكَ مِنْهُمْ -وإِنْ لَمْ تَقْبَلْ مِنْهُمْ- يَقْدَحُ الشَّكَّ في القَلْبِ، وكَفَى بهِ قَبُوْلًا فَتَهْلَكُ، ومَا كَانَتْ قَطُّ زَنْدَقَةٌ، ولَا بَدْعَةٌ، ولَا هَوىً، ولَا ضَلَالَةٌ إلَّا مِنَ الكَلَامِ، والمِرَاءِ (٤)، والجِدَالِ، والقِيَاسِ، وهِيَ أَبْوَابُ البِدَعِ والشُّكُوْكِ والزَّنْدَقَةِ.


(١) في (هـ): "عصمة".
(٢) في (ط): "ممن".
(٣) في (ط): "فانظر".
(٤) في (هـ): "والمراء والجدال".