للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اثْنَتينِ وعِشْرِيْنَ وثَلَاثِمَائة، وحُبِسَ وخُلِعَ وسُمِلَتْ عَيْنَاهُ في هَذَا اليَوْمِ حَتَّى سَالَتَا جَمِيْعًا فَعَمِيَ، ثُمَّ تَفَضَّل اللهُ تَعَالَى وأَعَادَ البَرْبَهَارِيَّ إلى حِشْمَتِهِ، وزَادَتْ حَتَّى إِنَّه لَمَّا تُوِفِّيَ أَبُو عَبْدِ الله بنُ عَرَفَةَ المَعْرُوْفِ بـ"نَفْطُوْيَهْ" (١) وحَضَرَ جَنَازَتَهُ أَمَاثِلُ أَبْنَاءِ الدِّيْنِ والدُّنْيَا (٢) كَانَ المُقَدَّمَ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ في الإمَامَةِ البَرْبَهَارِيُّ. وذلك في صَفَرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وعِشْرِيْنَ وثَلَاثَمِائَةَ [في خِلَافَة الرَّاضي] (٣). وفي هَذِهِ السَّنَةِ ازْدَادَتْ حِشْمَةُ البَرْبَهَارِيِّ، وعَلَتْ كَلِمَتُهُ، وظَهَرَ أَصْحَابُهُ، وانْتَشَرُوا في الإنْكَارِ على المُبْتَدِعَةِ، فَبَلَغَنَا أَنَّ البَرْبَهَارِيَّ اجتَازَ بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ فَعَطَسَ فَشَمَّتَهُ أَصْحَابُهُ، فارْتَفَعَتْ ضَجَّتُهُمْ حَتَّى سَمِعَهَا الخَلِيْفَةُ وهو في رَوْشَنِهِ، فَسَأَلَ عَن الحَالِ؟ فأُخْبِرَ بِهَا، فاسْتَهْوَلَهَا، ولَمْ تزَلْ المُبْتَدِعَةُ يَنْقُلُوْنَ (٤) قَلْبَ الرَّاضِي عَلَى البَرْبَهَارِيِّ،


(١) هو إبراهيم بن محمد بن عرفة العَتكِيُّ النَّحويُّ اللُّغويُّ، المحدِّثُ، المُصَنِّفُ، أبو عبد الله، كان ظَاهِرِيَّ المَذْهَبِ، أخذ عن داودَ نفسِهِ، وكان رأْسًا في رأي أهل الظَّاهِرِ كما يقول الحافظُ الذَّهَبِيُّ (ت ٣٢٣ هـ). أخباره في: طبقات النحويين واللُّغويين (١٧٢)، وتاريخ بغداد (٦/ ١٥٩)، والمنتظم (٦/ ٢٧٧)، والوافي بالوفيات (٦/ ١٣٠).
(٢) في (ط) وأصلها (أ): "الدُّنْيا والدِّين".
(٣) ساقط من (ط) وأصلها (أ) والراضي باللهِ مُحَمَّدُ بن جَعْفَر بن أَحْمَدَ، ولي الخلافة سنة (٣٢٢ هـ) في زمن ضَعْفِ الدَّولة العبَّاسيَّة وشتاتها، وحاول إصلاح الأمر، فلم يقدر، وكان شاعرًا له دِيْوانُ شعرٍ مُدَوَّن (ت ٣٢٩ هـ) أخباره في: تاريخ بغداد (٢/ ١٤٢)، والنِّبراس لابن دحية (١١٤)، وجمع الصُّولي أخباره وأشعاره ورتبها على حُرُوف المُعْجَمِ في كتابٍ مطبوع اسمه: "أخبار الرَّاضي والمُتَّقِي" وهو جزءٌ من كتابه الكبير "الأوراق" وقد سَبَقَ أن تحدَّثت عنه في ترجمة سابقة (/ ٢٠٩).
(٤) في (أ): "ينقلو".