للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَتَقَدَّمَ الرَّاضِي إلى بَدْرٍ الخَرْشَنِيِّ (١) صَاحِبِ الشُّرْطَةِ بالرُّكُوبِ والنِّدَاءِ بـ"بَغْدَادَ" أَنْ لَا يَجْتَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ (٢) البَرْبَهَارِيِّ نَفْسَانِ، فاستَتَرَ البَرْبَهَارِيُّ (٣) وكانَ يَنْزِلُ بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ بـ"باب مُحَوَّل" (٤) فانْتَقَلَ إِلَى الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مُسْتَتِرًا، فتُوفِّي في الاستِتَارِ في رَجَبٍ سَنَة تِسْعٍ وعشْرِيْن وثَلَاثمَائة.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المُقْرِئُ قَالَ: حَكَى لِي جَدِّي وجَدَّتِي قَالَا: كَانَ أَبُو محمَّدٍ البَرْبَهَارِيُّ قَدِ اخْتبَأَ عَنْدَ أُخْت تُوْزُوْنَ (٥) بالجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، في دَرْبِ الحَمَّامِ، في شَارعِ دَرْبِ السِّلْسِلَةِ، فَبَقِي نَحْوًا مِن شَهْرٍ، فَلَحِقَهُ قِيَامُ الدَّمِ، فَقَالَتْ أُخْتُ تُوْزُون لِخَادِمَهَا لمَّا مَاتَ البَرْبَهَارِيُّ عِنْدَهَا مُسْتَتِرًا: انْظُرْ مَنْ يُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ بالغَاسِلِ فَغَسَّلَهُ، وغَلَّقَ البَابَ حَتَّى لَا يَعْلَمَ أَحَدٌ، وَوَقَفَ يُصَلِّي عَلَيْهِ وَحْدَهُ (٦)، فَطَالَعَتْ صَاحِبَةُ المَنْزِلِ،


(١) في (ط): "الحرسي" وهو بَدْرٌ الخَرْشَنِيُّ كما في النُّسخ، مَنْسُوبٌ إلى (خَرْشَنَةَ) بلدةٌ بالثُّغُور الشَّاميَّة قَرِيْبةٌ من (مَلَطيةَ) ذكرها المتنبي في شعره. ويراجع: معجم البلدان (٢/ ٤١٠)، وبَدْرٌ المذكورِ كان حَاجِبًا للمُتَّقِي، وولي دمشق مرتين، وله أخبارٌ مُتفرقة، ووفاته سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. يُراجع: تجارب الأمم (١/ ٣٢٢) فما بعدها، والكامل (٨/ ٢٨٣، ٣٠٧، ٣١٤، ٣٣٤ .. )، وأمراء دمشق في الإسلام (١٧)، والنُّجوم الزَّاهرة (٣/ ٢٧٩) .. وغيرها.
(٢) في (هـ): "بالبربهاري".
(٣) ساقط من (ط).
(٤) من أحياء بغداد مشهورٌ.
(٥) وزيرٌ قائدٌ عباسيٌّ (ت ٣٣٤ هـ).
(٦) سُبحان الله؟! أَلَا يوجد للغاسل مَنْ يُعَاونه مثلًا؟ أين الذي يَصُبُّ عليه الماء؟ وهل يتصوَّرُ أَنَّ إمامًا من أئمة المُسلمين وعَلَمًا من أعلامهم في دار من دور الإسلام، له أتباع =