للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَخَلَّفَ. مَنْ لا عُذْرَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿ (١) ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (٢): ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ وَلَوْ كَانَ وَحْيًا لَمْ يُشَاوِرْ فِيْهِ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ: سَمَعْتُ أبَا إِسْحَقَ بنَ شَاقِلَّا قَالَ: لَمَّا جَلَسْتُ في جَامِع المَنْصُوْرِ رَوَيْتَ عَنْ أَحْمَدَ: أَنَّ رَجُلًا سَألَهُ، فَقَالَ: إِذَا حَفِظَ الرَّجُلُ مَائَةَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، يَكُوْنُ فَقِيْهًا؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَمَائَتْيْ أَلْفَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَثلاثمائة أَلْفْ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَأَرْبَعمائة ألْفَ حَدِيْثٍ؟ قَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وحَرَّكَ يَدَهُ - فَقَالَ لِي رَجُلٌ: فَأَنْتَ هُوَ ذَا تَحْفَظُ هَذَا المِقْدَارِ، حَتَّى هُو ذَا تُفْتِي النَّاسَ؟ فَقُلْتُ: عَافَاكَ الله إِنْ كُنْتُ أَنَا لا أَحْفَظُ هَذَا المِقْدَارَ، فَإنَّى هُوَ ذَا أُفْتِي بقَوْلِ مَنْ كَانَ يَحْفَظُ هَذَا المِقْدَارَ وأَكْثَرَ مِنهُ.

وقَالَ أَبُو حَفْصٍ العُكْبَرِيُّ: المَوَاضِعُ الَّتِي يُسْتَحَبُّ إذَا صَلَّى الرَّجُلُ رَكْعَتَيْنِ خَفَّفَهُمَا، فَأَوَّلُ ذلِكَ: رَكْعَتَا (٣) الفَجرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ (٤): "كَانَ النَّبيُّ يخَفِّفُهُمَا، حَتَّى أَقُوْلَ: هَلْ قَرَأ فِيْهِمَا بِشَيْءٍ مِنَ القُرْآنَ أمْ لَا؟ " ورَكْعَتَانِ يَسْتَفْتِحُ بِهِمَا الرَّجُلُ [صَلاةَ اللَّيْلِ، قَالَ النَّبِيُّ : "إذَا قَامَ أحَدُكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيفْتَتِحْ (٥) صَلاتَهُ] (٦) بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيْفَتَيْنِ"


(١) سورة التوبة، الآية: ٤٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٣) في (أ): "ركعتي".
(٤) الحديث مخرج في هامش "المنهج الأحمد".
(٥) في (هـ): "فافتتح".
(٦) ساقط من (أ).