للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُتَعَبِّدِيْنَ، مُنْقَطِعًا عَنِ الخَلْقِ، مُلازِمًا لِلْخَلْوَةِ، وكَانَ يَقُوْل: إِذَا كَانَ وَقْتُ غُرُوْبِ الشَّمْسِ أَحْسَسْتُ بِرُوْحِي كَأَنَّهَا تَخْرُجُ، يَعْنِي لاشْتِغَالِهِ في تِلْكَ السَّاعَةِ بالإفْطَارِ عَنِ الذِّكْرِ (١).

حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بنُ عَلِيِّ بن المُهْتَدِي باللهِ (٢) قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عِيْسَى الزَّاهدُ المَعْرُوْفُ بـ "البَاقِلَّانِي"، قَالَ: حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ بنُ أَبي النَّجْمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي لُؤْلُؤُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسْحَقَ الفَزَارِيُّ، حَدَّثنا مَعَاذُ بنُ عِيْسَى، عَنِ الحَكَمِ بن أَبِي فَرْوَة القَسْمَليِّ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ (٣)، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله (٤):


= أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصر النَّابُلُسِيِّ (٣٥٨)، والمَقْصَد الأرْشَد (٢/ ١٩٩)، والمَنْهَج الأحْمَد (٢/ ٣١٤)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٨٢).
ويُراجع: تاريخ بغداد (١١/ ٣١٣)، والمنتظم (٧/ ٢٥٨)، والعبر (٣/ ١٦٣)، وتاريخ الإسلام (٦٢)، والبداية والنِّهاية (١١/ ٣٤٧).
(١) هذه من مُبالغات الصُّوفيَّة في إظهار الجَلَدِ في العِبَادةِ وَكَثرةِ الذِّكْرِ، ولم يَكُنْ هكَذَا التَّوجيه الالهي قَالَ تَعَالَى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: ٤٦]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: ٧٧] وإذا كانت روحه تكاد تخرج في اللَّحَظَات التي يُفْطِرُ فيها، يَمْتَنِعُ فيها عن الذِّكْرِ فكَيْفَ بسَاعَات نَوْمِهِ وقَضَاءِ حَاجَتِهِ؟! ولم يكن ذلك من هَدْيِ النَّبيِّ ، قال رسول الله : "إن هذا الدِّين يُسرٌ ولن يُشَادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غَلَبَه … "، وقال: "مَنْ رَغِبَ عَن سُنتَّي فَلَيْسَ مِنِّي".
(٢) سبق ذكره مرارًا بـ "أبي الحُسين بن المُهتَدِي بالله" وتُوفي سنة (٤٦٥ هـ) وتقدَّم التعريف به، ويُراجع مبحث (شيوخه) في المقدمة.
(٣) في (ط) فقط: "".
(٤) هذا من أحاديث الصُّوفيَّة؟!.