للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: كَتَبْتُ أَرْبَعَمَائَةِ أَلْفَ (١) حَدِيْثٍ، فَمَا انْتَفَعْتُ مِنْهَا إلَّا بَأَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، ومَا انْتَفَعْتُ مِنَ الأرْبَعَةِ الأحَادِيْث (٢) إلَّا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ.

فَأَوَّلُ كَلِمَةٍ: "اعْمَلْ لله عَلَى قَدْرِ حَاجَتِكَ إِلَيْهِ".

والكلِمَةُ الثَّانِيَةُ: "واعْمَلْ للآخِرَةِ عَلَى قَدْرِ إِقَامَتِكَ فِيْهَا".

والكَلِمَةُ الثَّالِثَةُ: "واعْمَلْ للدُّنْيَا بِقَدْرِ القُوْتِ".

والكَلِمَةُ الرَّابِعَةُ: "واعْصِ رَبَّكَ عَلَى قَدْرِ جَلَدِكَ عَلَى النَّارِ".

ومَاتَ في شَهْرِ رَمَضَان سَنَةَ اثنَتينِ وأَرْبَعِمَائَةَ، ودُفِنَ بمَقْبَرَةِ الجَامِعِ.

وَقَالَ ابنُ جَدَّا (٣): سَمِعْتُ عُرْسًا الخَبَّازَ يَقُوْلُ: لَمَّا دُفِنَ عُثْمَانُ البَاقِلَّانِيُّ رَأَيْتُ في المَنَامِ بَعْضَ مَنْ هُوَ مَدْفُوْنٌ في جِوَارِ قَبْرِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ فَرَحُكُم بِجِوَارِ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: وأَيْنَ عُثْمَانَ؟ لَمَّا جِيْءَ بِهِ سَمِعْنَا قَائِلًا يَقُوْلُ: الفِرْدَوْسَ، الفِرْدَوْسَ، أَوْ كَمَا قَالَ (٤).


(١) ساقط من (ط) وأصلها (أ) ووجودها ضَرُوْرِيٌّ؛ لأنَّ القصدَ المُبَالَغَةُ بكثرة مَا حَفِظَ، وأربعمائة حَدِيْثٍ ليس كثيرًا.
(٢) في (ط) وأصلها (أ): "بالأربعة أحاديث".
(٣) المعروف بـ "ابن جَدَّا" عليُّ بنُ الحُسَين بن أحمد أبو الحسن العُكْبَرِيُّ (ت ٤٦٨ هـ) ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٦٧٢)، وهو من تلاميذ القاضي ابن أبي يعلى والد المُصَنف. وابنه أبو بكرٍ محمد بن عليٍّ مات شابا غرق في دجلة سنة (٤٩٣ هـ) ذكره الحافظ ابن رجب في الذَّيل على طبقات الحنابلة والمقصود هنا الوَالِدُ.
(٤) هذه من مناماتُ الصُّوفية لا يلتفت إليها.