للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جَائِزةٌ سنيةٌ، وعَرَّفَهُ شُكرَ الإمَام لِسَعْيِهِ، وتَبَرُّكِهِ بأَدْعِيَتِهِ، ويَسْألهُ قَبُوْلَ ذلِكَ، قَالَ: فوالله مَا مَسَّهَا، ولا قَبِلَهَا، فَرُوْجِعِ فِي ذلِكَ، فَأبَى، أَوْ كَمَا قَالِ. وسَمِعْتُ جَمَاعَةً من أَهْلِي يَحْكُوْنَ أَنَّ في سَنَةِ إِحْدَى وخَمْسِيْن وأَرْبَعِمَائة - لَمَّا وَقَعَ النَّهْبُ بِبَغْدَادَ بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ مِنْهَا، وانْتَقَلَ الوَالِدُ السَّعِيْدُ من دَرْبِ الدَّيزَجِ (١) إلى بَابِ البَصْرَةِ، وكَانَ في دَارِهِ بِدَرْبِ الدَّيزَج خُبْزٌ يَابِسٌ، فَنَقَلَهُ مَعَهُ، وتَرَكَ نَقْلَ رَحْلِهِ لَتَعَذَّرِ مَنْ يَحْمِلُهُ، واختَارَ حَمْلَ الخُبْزِ اليَابِسِ على الرَّحْلِ النَّفِيْسِ، وكَانَ يَقْتَاتُ مِنْهُ ويَبُلُّهُ بالمَاءِ، وقَالَ: هَذِهِ الأطْعِمَةُ اليَوْمَ نُهُوْبٌ وغُصُوبٌ (٢)، ولَا أَطْعم من ذلِكَ شَيْئًا، فَبَقِيَ مَا شَاءَ الله يتَقَوَّتُ من ذلِكَ الخُبْزِ اليَابِس المَبْلُولِ (٣)، ويَتَقلَّلُ من طَعْمِهِ إلى أَنْ نَفِدَ، ولحِقَ الوَالِدُ السَّعِيْدُ من ذلِكَ الخُبْزِ اليَابِسِ المَبْلُوْلِ مَرَضًا (٤). وَكَانَ الوَالِدُ السَّعِيْدُ في كلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ يَخْتِم الخَتْمَة في المَسْجِدِ بعدَ صَلَاةِ عِشَاءِ الآخرَةِ، ويَدْعو ويؤمِّنُ الحَاضِرُوْنَ على دُعَائِهِ، مَا أَخَلَّ بِهَذَا سِنينَ عَدِيْدَةٍ إِلَّا لِمَرَضٍ أَوْ لِعُذْرِ مُسْتَفِيْضٍ، سَوَى مَا كَانَ يَخْتِمُه في غَيْرِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ (٥).


(١) حي معروف ببغداد آنذاك يقع في باب الشعير، وكانت فيه دار أبي نصر سابور بن أردشير، يراجع: ذيل تجارب الأمم (٣/ ٣٨٧)، عن "بغداد مدينة السلام" للدكتور صالح أحمد العلي (ط) ١٩٨٥ م.
(٢) في (ط): "عضورب".
(٣) ساقط من (جـ).
(٤) بعدها في (ط): "وكان قد مرض".
(٥) هل هذَا من السُّنَّة؟!.