للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخَلّاَلُ فقَالَ: صَحِبَ أحمدَ قَدِيمًا إلى أن مَاتَ، وكانَ أحمدُ يُكْرِمُهُ ويُقَدِّمُهُ، وكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، فَقِيْرًا، صَبُوْرًا على الفَقْرِ، فَعَلَّمَه أَبو وعبدِ الله مَذْهَبَ القُنُوَعِ والاحْتِرَافِ، وماتَ قَديمًا بالقُربِ من موتِ أبي عبدِ الله. ولم تَقَعْ "مسائله" إلى الأحداثِ.

أَخْبَرَنَا زكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ (١)، حَدَّثَنَا أبو طَالبٍ: أَنَّ أبا عبد الله قال له رَجُلٌ: كيفَ يَرِقُّ قَلْبِي؟ قَالَ: ادخُلِ المَقْبرةَ، وامْسَحْ رأسَ اليَتِيْمِ.

قَالَ أَبو طَالبٍ: وسُئِلَ أَحمدُ -وَأَنَا شَاهِدٌ-: ما الزُّهْدُ في الدُّنْيَا؟ قالَ: قِصَرُ الأمَلِ، والإِيَاسُ مِمَّا في أَيْدِي النَّاسِ. وقَالَ أبُو طَالبٍ: قَالَ أحمَدُ: والتَّعرِيْفُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ في الأمْصَارِ، لا بأَسَ بِهِ (٢)، إِنَّما هو دُعَاءٌ، وذِكْرُ اللهِ ﷿، وأَوَّل مَنْ فَعَلَهُ ابنُ عَبَّاسٍ وعَمْرُو بن حُرَيْثٍ (٣)،


= لقبُ عبد الله بن محمَّد بن المُهَاجِرِ ت (٢٥٦) هـ ذكره المؤلِّف في موضعه، رقم (٢٦١) حديثنا عن لقبه هناك - إن شاء الله تَعالَى -.
(١) زكريا بن يحيى بن خلاد، أبو يعلى البصري ممَّن حدَّث عن الأصمعي وطَبَقَتِه. يراجع: تاريخ بغداد (٨/ ٤٥٩). والذي يقوله: "أخبرنا" هنا هو الخلال .
(٢) هذه المسألة ذكرها المؤلف في "الطَّبقات" في عدة مواضع كما سيأتي، منها في ترجمة الأثرمِ (أحمدِ بنِ محمَّد بنِ هَانئٍ الطَّائِيِّ)، ومنها في ترجمة "عبدِ الكريمِ بنِ الهَيْثَم"، ومنها في ترجمة "يعقوب بن إبراهيم بن كَثِيْرٍ الدَّوْرَقِيِّ".
وتُراجع المسألة في: المغني (٣/ ٢٩٥)، والشَّرح الكبير (١/ ٥١٤)، والفُرُوع (٢/ ١٥٠)، والإنصاف (٢/ ٤٤١)، والاختيارات الفقهيَّة (٨٣)، وكشَّاف القناع (٢/ ٦٠).
(٣) عَمْرُو بنُ حُرَيْثِ بن عَمْرِو بن عثمان، مَخْزُوْمِيُّ، قُرشِيٌّ، له ولأبيه صُحْبَةٌ، مات سنة خمس وثمانين بالكوفة. يُراجع: الاستيعاب (١١٧٦)، والإصابة (٤/ ٦١٩).