للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفَعَلَهُ إِبْراهيمُ (١).

وَقَالَ في رِوَايَةِ أَبي طَالبٍ - في الرَّجُلِ يَحْلِفُ اليَمِيْنَ ويَنْوِي (٢) على غيرِ ذلك -: فاليَمِيْنُ على نيَّةِ ما يُحَلِّفُهُ صَاحِبُهُ إِذَا لَم يَكُن مَظْلُومًا، فَإِذَا (٣) كَانَ مَظْلُومًا حَلَفَ على نيَّتِهِ، ولم يَكُنْ له من نِيَّةِ الَّذي حَلَّفَهُ شَيْءٌ.

وقَالَ أَبو طَالبٍ: سَأَلْتُ أحْمَدَ عن الخُشَّافِ (٤) يَكُوْنُ في المَسْجِدِ يَبُوْلُ، فيُصِيْبُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَضُرَّهُ، قلتُ: إِنْ كَانَ كَثِيْرًا نَجِسٌ؟ قَالَ: ما أَدْرِي، قُلْتُ: أَلَيْس البَوْلُ قَلِيْلُهُ وكَثِيْرُهُ يُغْسَلُ؟ قَالَ: ذَاكَ بَولُ الإنسانِ، قُلْتُ: هذَا لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ، يُغْسَلُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ كَثْيرًا يُغْسَلُ

وقَالَ أَبُو طَالبٍ: سَمِعْتُ أحمدَ يقولُ: إِذَا أَخَذَ شَعْرَهُ إِن شَاءَ مَسَحَ على رَأَسِهِ، وإِنْ شَاءَ لم يَمْسَحْ، قُلْتُ: لا يَكُونُ مثلَ العِمَامَةِ؟ قَالَ: لا،


(١) هو إبراهيم النَّخَعِيُّ، أبو عمران (ت ٩٦ هـ) تابعيٌّ مشهورٌ.
(٢) في (ب) و (جـ).
(٣) في (ط): "وإِذا".
(٤) في الأصول كلِّها: "الخُشَّاف" ما عدا (ط) ففيها: "الخُفَّاشُ" والخُفَّاشُ بتقدم الفاءِ هو نفسه الخُشَّافُ بتقديم الشَّين، والمختارُ ما عليه الأُصُولِ، وهو أولى بالمَعْنَى، جاء في "لسان العَرَب": (خَشَفَ): "الخُشَّافُ: طَائرٌ صَغيرُ العَيْنَيْنِ. (الجَوْهَرِيُّ): الخُشَّافُ: الخُفَّاشُ، وقيل: الخُطَّاف. (اللَّيْثُ): الخَشَفَانُ الجَوَلَانُ باللَّيْل، وسُمِّيَ الخُشَّافُ به لخَشَفَانِهِ، وهو أَحْسَنُ من الخُفَّاشِ، قال: ومَنْ قَالَ: خُفَّاشٌ فاشتِقاقُ اسمِهِ من صِغَرِ عَيْنَيْهِ".
وَهَذه المَسْأَلَةُ أشَارَ إِليها القاضي أبُو يعلى في كتابه الرِّوايتين والوجهين؛ (المسائل الفقهية .. ) (١/ ١٥١)، ويُراجع: المغني (٢/ ٤٨٦، ٤٩٥)، وشرح الزَّركَشِيِّ (٢/ ٤١)، والمُبدع (١/ ٢٥٠)، وكشَّاف القِناع (١/ ١٩٣، ١٩٦).