للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العِمَامَةُ يُمْسَحُ عليها، والخُفُّ يَمْسَحُ عليه، فإِذَا خَلَعَ أعادَ، والشَّعْرُ إِذَا مَسَّ بالرَّأْسِ يُصيبُهُ الماءُ، ويَبْلُغُ أُصُولَ الشَّعْرِ، فإِذَا أَخَذَ الشَّعْرَ فالماءُ قد أَصَابَ ما بَقِيَ مِن شَعْرِهِ، وليس هو مثلَ العِمَامَةِ والخُفِّ (١).

وَقَالَ أَبُو طالبٍ: أَخْبَرُوني عن الكَرَابِيْسيِّ (٢) أَنَّه ذَكَرَ قَولَ


(١) هذه المسألة نقلها القاضي أبو الحُسَين عن أبي بكرٍ الخَلاَّلِ، عن زكريَّا بنِ يَحْيَى قال: "حدَّثنا أبو طالبٍ … " ومعناها في المَسَائِلِ المنقولة عن أحمدَ رواية ابنه عبد الله (١/ ٨١)، ورواية ابنه صالح (٢/ ١٢٧، ٣/ ٣٠٧)، ورواية أبي داود (١٣)، ورواية ابن هانئ (١/ ٧)، ويُراجع: المُغنِي (١/ ٢٦٤)، والفروع (١/ ١٨٦)، والمُبدع (١/ ١٢٩)، والإنْصاف (١/ ٢٢١).
(٢) الكَرَابِيْسِيُّ هذَا هو حُسينِ بنُ عليِّ بنُ يَزِيْدِ، أبو عليٍّ (ت ٢٤٨ هـ). و (الكَرَابيسِيُّ) نسبة إلى بَيْعِ الثيِّابِ، ولم يَضْبُطْهَا الحافظُ السَّمعَانيُّ على غير عادته، وضبطها ابن الأثير في اللُّباب (٣/ ٨٨) فقال: "بفتح أوَّله والرَّاء، وبعدَ الألفِ باءٌ موحَّدَةٌ، ثم ياءٌ تحتها نقطتان وسِيْنٌ مُهْمَلَةٌ" وذكرا أبا عليٍّ المذكور هُنا. قال الحَافظُ الخَطيبُ في "تاريخ بغداد" (٨/ ٦٤): "وحَدِيْثُ الكَرَابِيْسِيُّ يعزُّ جدًّا؛ وذلك أنَّ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ كان يتكلَّمُ فيه بسبب مسألةِ اللَّفظِ، وكان هو أيضًا يتكلَّمُ في أحمد، فتجنَّب الناسُ الأخذَ عنه لهذا السَّبب. أخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أبي بكرٍ، أخبَرَنَا أبو سَهْلٍ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ زيَادٍ القَطَّان، حدَّثَنَا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ قال: قال يَحْيَى بن مَعِيْنٍ - وقيل له: إِنَّ حُسَيْنًا الكرابِيْسِيَّ يتكلَّمُ في أحمدَ -: قال: "ما أَحْوَجَهُ أَنْ يُضْرَبَ". أخبَرَنَا محمَّدُ بنُ الحُسَيْن القَطَّانُ، حدَّثَنَا أبو سَهْلِ بن زيادٍ، حدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أبي عُثمان الطَّيَالِسِيُّ قال: سمعت يَحْيَى بن معين - وقيل له: إِنَّ حُسَينًا الكرابيسيَّ يَتَكَلَّمُ في أحمدَ - قال: "ومَنْ حُسَيْنٌ الكَرَابِيْسِيُّ؟! لَعَنَهُ اللهُ، إِنَّما يتكلَّمُ في النَّاسِ أشكالُهُم يُنْطَلُ حُسَينٌ وَيَرْتَفِعُ أَحْمَدُ". قال جعفرٌ: "يُنْطَلُ يعني يُنْزَلُ، وهو الدُّرْدِيُّ الَّذي في أسفل الدَّنِّ … " وذكر أخبارًا أُخْرَى، وكان الكَرَابِيْسِيُّ يقولُ: "نُطقي بالقُرآن مخلوقٌ"، وكان أحمدُ يَقُوْلُ: "إنَّ قولَهُ هذا بِدْعَةٌ" ويَنْهَى أصحابَهُ أن يُكَلِّمُوه، أو يُكَلِّمُوا مَنْ يُكَلِّمه، ويقولُ: "إنَّ هذا القَوْلَ وما تَشَعَّبَ منه يرجعُ إلى قَوْلِ جَهْمٍ"؛ لذلك لمَّا=