للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يونس بن عبد الأعلى، وقد رواه عن مالكٍ، محمَّدُ بنُ خالدِ بن عثمة وغيره.
وأحمدُ بن صالحٍ من أجلَّة النَّاس، وذلك أنّي رأيت جَمْعَ أبي موسى الزّمن في عامة ما جَمَعَ من حديثِ الزُّهري يقول: كتب إليَّ أحمد بن صالح، حدَّثنا عبد الرزاق عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهريِّ. قال ابنُ عَدِيٍّ: ولولا أني شَرَطْتُ في كتابِي هذا أن أذكُرَ فيه كلَّ من تَكَلَّمَ فيه مُتكلِّمٌ لكنتُ أُجِلَّ أحمد بن صالح أن أذكَرَهُ". وقال أبو عَمْرِو عثمان بن سعيد بن عثمان الدَّانيُّ المُقرِئُ عن مسلمة بن القاسم الأندلُسِي: النَّاسُ مجمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمِهِ وخَيْرِهِ وفَضْلِهِ، وأنَّ أحْمَدَ بنَ حَنْبَل وغيَرَهُ كَتَبُوا عنه ووثَّقُوه. وكان سببُ تَضعيفِ النَّسائيِّ له: أنَّ أَحمدَ بنَ صالحٍ كان لا يحدِّثُ أحدًا حتَّى يشهدَ عنده رجلان من المسلمين أنَّه من أهلِ الخَيرِ والعَدَالةِ، وكان يحدِّثُهُ ويَبذُلُ له عِلْمَهُ، وكان يذهبُ بذلك مذهبَ زائدةَ بنِ قُدامة فأتى النَّسائيُّ ليَسْمَعَ منه، فَدَخَلَ بلا إِذْنٍ، ولم يأته برَجُلَيْنِ يَشْهَدَانِ له بالعَدَالةِ، فلمَّا رآهُ في مجلِسِهِ أنكرَه وَأَمَرَ بإخراجِهِ، فضعَّفه النَّسائي لهذا.
قال أبُو بَكْرِ الخَطِيْبُ: احتجَّ سائرُ الأئمةِ بحديثِ أحمدَ بنِ صالحٍ سوى أبي عَبْدِ الرَّحْمَن النَّسائِيِّ فإنَّه ترك الرِّوايةَ عنه، وكان يُطلِقُ لسانَهُ فيه، وليس الأمرُ على ما ذكر النَّسائيُّ. ويُقالُ: كان آفةُ أحمدَ بنِ صالحٍ الكِبْرَ، وشَرَاسَةَ الخُلُقِ، ونَالَ النَّسائيُّ منه جفاءً في مجلِسِهِ، فذلك السَّبَبُ الذي أفسدَ الحالَ بينهما" كلُّه من "تهذيب الكمال".
وذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّ يحيَى بن مَعين لا يقصدُ أحمدَ بن صالح المصري في ذلك، بل يقصُدُ شخصًا آخر بمكَّة يُقال له: أحمدُ بنُ صَالحٍ الشمومي. قاله ابن حبَّان في الثَّقات، وقال: كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه، ومعرفة التَّاريخِ، وأَنْسَابِ المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنَّه كان صلفًا، تياهًا، لا يكاد يعرفُ أَقدَارَ مَنْ يَخْتَلِفُ إليه، وكان يُحْسَدُ على ذلك. والذي رَوَى مُعاوية بن صالحِ عن يحيى بن معين أنَّ أحمدَ بنَ صالحٍ كذّابٌ، فإنَّ ذلك أحمدُ بنُ صالحٍ الشمومي شيخٌ كان بمكَّةَ يَضَعُ الحَدِيْثَ، سَأَلَ معاويةُ يَحْيَى عنه، فأمَّا هذا فهو يُقارَنُ بابنِ مَعِينٍ في الحفظِ والإتقانِ، وكان أحفظَ لِحَدِيْثَ مصرَ والحِجَازِ من يَحيى بن معين" (عن هامش التَّهذيب) أيضًا ويُراجع