للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلِكَ، فأَقْبَلَ على مَذْهَبِ أَبي عَبْدِ اللهِ، فَسَمِعْتُ أَبا بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ يَقْولُ: قَالَ الأثْرَمُ: كُنْتُ أَحْفَظُ -يَعْنِي الفِقْهَ والاخْتِلَافَ- فَلمَّا صَحِبْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ تَرَكْتُ ذلِكَ كُلَّهُ (١)، وكَانَ مَعَهُ تَيَقُّظٌ (٢) عَجِيْبٌ [جِدًّا] (٣)، حَتَّى نَسَبَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، ويَحْيَى بنُ أَيُّوبَ المَقَابِرِيُّ، فَقَالَ: أَحَدُ أَبَوَيْ الأثْرَمِ جِنِّيٌّ.

وَقالَ الخَلَّالُ (٤): وأَخبَرنِي أَبُو بَكْرِ بنُ صَدَقَةَ (٥)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِم بنَ الخُتَّلِيِّ (٦) قال: قَدِمَ رَجُلٌ، فقَالَ: أُريدُ رَجَلًا يكتُبُ لي من كِتَابِ الصَّلاةِ ما ليسَ في كُتُبِ ابن أَبي شَيْبَةَ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ -أَو فَقَالُوا- ليسَ لَكَ إلَّا أَبُو بَكْرٍ الأثْرَمُ، قَالَ: فَوَجَّهُوا إِليه وَرَقًا، فكَتَبَ ستَّمَائة وَرَقَةٍ من كِتَابِ الصَّلاةِ، قَالَ: فَنَظَرْنَا فإِذَا ليس في كتابِ ابنِ أبي شَيْبَةَ مِنهُ شَيءٌ.

قَالَ: وسَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الفَقِيهَ (٧) يَقُوْلُ: قَدِمَ شَيْخَان


(١) النَّصُّ في تاريخ بغداد. وبعده: "وليس أخالف أبا عبد الله إلَّا في مسألة واحدة ذكرها المَرُّوذِيُّ قال: فقلت له: فلا تخالفه أيضًا في هذه المسألة" ومثله تمامًا في "تهذيب الكمال"
(٢) كذا في الأصول، و"التَّهذيب"، وفي "تاريخ بغداد": "سقط" وعلَّق عليها النَّاشرُ بقوله: لعلَّها: "شطط" والصَّواب -إن شاء الله- ما جاء فى الأصول.
(٣) زيادةٌ من "تاريخ بغداد" و"تهذيب الكمال".
(٤) هذا الخبر في "تاريخ بغداد" و"تهذيب الكمال".
(٥) تقدَّم ذكره رقم (٥٣) واسمه: "أحمد بن محمد بن عبد الله بن صَدَقَة، أبو بكرٍ .. ".
(٦) في (ط) و"المنهج الأحمد": "الجيلي" وفي الأصول: "الخُتَلِيّ" وهو الصَّحيح، وهو إسحق بن إبراهيم، أبو القاسم الخُتَّلِيُّ (ت ٢٨٢ هـ).
(٧) الحَسَنُ بن عُمر الفَقِيْهُ هو أبو سَعِيْدٍ نزَلَ المِصِّيْصَةَ وحدَّثَ بها. يُراجع: تاريخ بغداد (٧/ ٣٧٦)