للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَلَيْه قومٌ يَعُودُونَهُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا إِسْحَقَ؟ قَالَ: أَجِدُنِيْ كَمَا

قَالَ الشَّاعِرُ: (١)

دَبَّ فِيَّ البَلَاءُ سُفْلًا وَعُلْوًا … وَأَرَانِيْ أَذُوْبُ عُضْوًا فَعُضْوَا

بَلِيَتْ جِدَّتِيْ بِطَاعَةِ نَفْسِيْ … فَتَذَكَّرْتُ طَاعَةَ اللهِ نِضْوَا

وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن السُّلَمِيُّ: أنَّه سَأَلَ الدَّارَقُطْنِيَّ عن إِبراهيم الحَرْبيِّ؟ فَقَالَ: كَانَ إِمَامًا، وكَانَ يُقاسُ بأَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ في علمِهِ، وزهُدِهِ وَوَرَعِهِ، وحَدَّثَ عُبَيْدُ الله بنُ أَبي الفَتْحِ (٢) عن الدَّارَقُطْنِيِّ (٣) قَالَ: أَبُو إسْحق الحَرْبِيُّ


(١) هو أبو نُواسٍ، ديوانه: ٦٩١. من أبيات قَالَهَا يَرْثي نَفْسَهُ في علَّتِهِ التي ماتَ فيها، وَبَعْدَهُ:
لَيْسَ تَمْضِيْ مِنْ سَاعَةٍ بِي إلَّا … نَقَصَتْنِي بِمَرِّهَا بِيَ جُزْوَا
ذَهَبَتْ جِدَّتِي بِحَاجَةِ نَفْسِي … وَتَذَكَّرْتُ طَاعَةَ الله نِضْوَا
لَهْفَ نَفْسِي على لَيَالٍ وأَيَّا … مٍ تجاوزتُهِنَّ لِعْبَا ولَهْوَا
قَدْ أَسَأَنَا كلَّ الإسَاءة فَالـ … ـلَّهُمَ صَفْحًا عَنْهَا وَغَفْرًا وَعَفْوَا
(٢) الخبرُ في "تاريخ بغداد" وفيه: حدَّثني الأزْهَرِيُّ، وهو نفسه عبيد الله بن أبي الفتح المذكور هنا، واسمه كاملًا: عُبَيْدُ الله بن أبي الفتح أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر، ورفع نسبه الحافِظُ الخَطِيْبُ في "تاريخ بغداد" تجده هناك، وذكر وفاته سنة (٤٣٥ هـ) قال: "كان أحدَ المُكثرين من الحَديثِ كتابةً وسَمَاعًا، ومن المَعْنِيِّيْنَ به والجَامِعِيْنَ له، مَعَ صِدْقٍ وأَمَانةٍ، وصِحَّةٍ واستِقَامةٍ، وسَلَامةِ مَذْهَبٍ، وحُسْنِ مُعتَقَدٍ، ودَوَامِ دَرْسٍ للقُرآن. سمعنا منه المُصَنَّفات الكِبَارَ، والكُتُبَ الطِّوالَ … ". يُراجع: تاريخ بغداد (١٠/ ٣٨٥)، والأنساب (١/ ٢٠٦)، والمنتظم (٨/ ١١٧)، وسير أعلام النُّبلاء (١٧/ ٥٧٨).
- أخوه أبُو طالبٍ مُحمَّدُ بنُ أَحمد الأزهريُّ (ت ٤٤٥ هـ) محدِّثٌ أيضًا، سمع منه الحافظُ الخَطيبُ وأثنى عليه وقال: أخو أبي القَاسِمِ. يُراجع: تاريخ بغداد (١/ ٣١٩).
(٣) في (ط): "الدَّراقطني" خطأ طباعةٍ.