للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ أَحْمَدَ: فِيْمَ؟ قُلْتُ: في اللَّفْظِ، فَقَالَ أَحْمَدُ: اللَّفْظُ بالقُرآنِ غيرُ مَخْلُوقٍ، ومَنْ قَالَ: لَفْظِيْ بالقُرآن مَخْلُوْقٌ: فهو جَهْمِيٌّ.

قَالَ: وسُئِلَ أَبُو عَبْدِ الله عن صَدَقَةِ الفِطْرِ (١): مَتَى تُعْطَى؟ قَالَ: قَبْلَ


= إلَّا بِشَيْءِ سَمِعتُهُ منه؟ فقال: نَعَمْ". وَسَاقَ سَنَدًا إلى عبد الرَّحمن بن يحيى بن خاقان: "أَنَّه سأل أحمدَ بنَ حَنْبَلِ عن ابنِ الثَّلّجِيِّ فقال: مُبْتدعٌ صَاحبُ هَوىً". وساقَ الخطيبُ الحافظُ سَنَدًا إلى زكريا بن يَحْيَى السَّاجِيِّ قال: "فأمَّا محمَّدُ بنُ شُجَاعِ الثَّلْجِيُّ فكان كذَّابًا احتال في إبطالِ الحَدِيْثِ عن رَسُوْلِ الله وردَّه؛ نُصرةً لأبِي حَنِيْفةَ ورأيه". وَسَاقَ الحَافِظُ الخَطيْبُ سَنَدَا إلى أبي الفَتْحِ محمَّدِ بنِ الحُسين الأزْدِيِّ الحافظِ قال: "محمَّدُ بن شُجاعٍ الثَّلجيُّ البَغْدَادِيُّ كذابٌ لا تَحِلُّ الرِّوايةُ عنه؛ لسوء مَذْهَبِهِ وزَيْغِهِ عن الدِّين". وكان ابنُ الثَّلْجِيِّ يَنَالُ من أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ وأَصْحَابِهِ، وَيَقُولُ: أَيُّ شَيْءِ قَامَ بِهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ؟! قال المَزُوْذِيُّ [من تَلَامِيْذِ أَحْمَدَ]: أتيتُهُ ولُمْتُهُ فَقَالَ: إئي أَقُوُلُ: كلامُ اللهِ كَمَا أَقُولُ: سَمَاءُ اللهِ وأرضُ اللهِ، فقُمْتُ، وما كلَّمناه حتَّى ماتَ. وكان المُتَوكِّلُ قَدْ همَّ بتَوليَتِهِ القَضَاءَ فَقِيْلَ له: هُو من أَصْحَابِ بِشْرٍ المَرِيْسِي، فَقَالَ: نحنُ بَعْدُ في بشرٍ؟! فقطع الكتاب الَّذي كَتَبَ له في ذلك. وروى الحافظُ الخَطيبُ بسندهِ: أَنَّ المُتَوَكِّلَ بَعَثَ إلى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ يَسْألُهُ عن ابنِ الثَّلْجِيَّ ويحيى بنِ أَكْثَمَ في ولايةِ القَضَاءِ فقال: أَمَّا ابنُ الثَّلْجِيِّ فلا، ولا عليَّ حَارِسٌ". يُراجع: أخبارُ القضاة لوكيع (٣/ ٢٠)، والكامل في ضُعَفاء الرِّجال لابن عدي (٦/ ٢٢٩٢)، وتاريخ بغداد (٥/ ٣٥٠)، وكتاب الضُّعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٣/ ٧٠)، وميزان الاعتدال (٣/ ٥٧٧)، والجواهر المُضيئة (٢/ ٦٠)، وتاج التَّراجم (٥٥)، والشذرات (٢/ ١٥١).
(١) وردت هذه المسألة في ترجمة (إبراهيم بن عبد الله بن مِهْرَان الدِّينَوَريّ) الآتي.
ويُراجع: مسائل الإمام أحمد، رواية صالح بن الإمام (٢/ ١٣٨)، ورواية عبد الله بن الإمام (٢/ ٥٨٩)، ومسائل ابن هانئ (١/ ١١١)، ومسائل أبي داود (٨٥)، والمغني (٤/ ٢٧٩)، والفُرُوع (٢/ ٥٣١)، وشرح الزَّركشي (٢/ ٥٣٧)، والإنصاف (٣/ ١٧٨)، والمُبدع (٢/ ٣٩٤) …