للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِسَاطَ هَارُوْنَ وقَال: يا أَميرَ المؤْمِنينَ الله الله ارْحَمْ شَيْبَتِي، فإِنِّي لا أَصْبِرُ للخَطَأِ، فَقَالَ لَهُ هارُونُ: لَعَلَّ هَذَا المَجْنُون أَغْرَى بِقَلْبِكَ (١)، فَقَالَ: الله الله، أنْقِذْنِي أَنْقَذَكَ اللهُ، فَأَعْفَاهُ من القَضَاءِ، فلَمَّا اتَّصَلَ بعَبدِ الله بن المُبارك ذلِكَ وَجَّهَ إِليه بالصُّرَةِ. وقِيْلَ (٢): لَمَّا وَلِيَ ابنُ عُلَيَّةَ صَدَقَاتِ البَصْرَةِ كَتَبَ عبدُ الله بنُ المُبَارَكِ إِلَيْهِ هَذِه الأَبْيَاتِ، فَجَعَلَ ابنُ عُلَيَّةَ يَقْرَؤُهَا ويَبْكِيْ، وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ شَمَائِلَ ابنُ عُلَيَّةَ إلَّا بِشَمَائِلِ يُونسَ بنِ عُبَيْدٍ (٣)، حَتَّى دَخَلَ فِيْمَا دَخَلَ فيهِ، وقَالَ عفَّانُ مَرَّةً أُخْرَى (٤): حَتَّى أَحْدَثَ.


(١) في "تاريخ بغداد": "عليك".
(٢) الخبر في "تاريخ بغداد" بسنده وأعاد إنشاد الشَّعر مرةً ثانيةً والأبيات في ديوان عبد الله بن المبارك (٦٨) وتخريجها هناك.
(٣) هو يُونُسُ بنُ عُبَيْدٍ، أبو عَبْدِ الله البَصْرِيُّ، العَبْدِيُّ، مَولَاهُم الحافِظُ (ت ١٣٩ هـ). يُراجع: طبقات ابن سَعْدٍ (٧/ ٢٦٠)، والجَرح والتَّعديل (٩/ ٢٤٢)، وحلية الأولياء (٣/ ١٥)، وسير أعلام النُّبلاء (٦/ ٢٨٨)، وتهذيب التَّهذيب (١١/ ٤٤٢).
(٤) قول المُؤَلِّفُ هُنا "مَرَّةً أُخْرَى" لا مَعْنَى له؛ لأنَّ المُؤَلِّفَ لم يذكر عفَّانَ؟! ونقل عبارةَ الحافظِ الخَطِيْبِ وفيها قَوْلُهُ: "مرَّةً أُخْرَى"؛ لأنَّه ساقَ الخَبَرَ عن عَفان عن حَمَّادِ بن سَلَمَةَ فصَحَّ له ذلِكَ، والمُؤَلِّف سَاقَ الخَبَرَ عن حمَّادٍ ولم يَجْرِ ذِكْرٌ لعفَّان فلم يصحَّ له ذلك.
وَعَفَّانٌ: هو عفَّانُ بن مُسلمٍ، أبو عُثمان الأنْصَارِيُّ، البَصْرِيُّ الصَّفَّارُ، مُحَدِّثُ بغداد (ت ٢٢٠ هـ) وهو من شُيُوخ الإمام أَحْمَدَ . وُصِفُ بأنَّه ثقةٌ، ثَبْتٌ، متقنٌ، صاحبُ سنَّةٍ، وأنَّه ممَّن لم يُجِبْ في المِحْنَةِ، قال يَحْيَى بنُ مَعينٍ: "وَأَصْحَابُ الحَدِيْثِ خَمْسَةٌ: مالكٌ، وابنُ جُريج، والثَّوريُّ، وَشُعْبَةُ، وَعَفَّانٌ". أخبارُهُ في: تاريخ يَحيى بن معين (٢/ ٤٠٧)، وطبقات ابن سَعدٍ (٧/ ٣٣٦)، وَتَارِيْخُ خَلِيْفَةَ (٤٧٦)، والتَّاريخ الكَبير للبُخاريِّ (٧/ ٧٢)، والجَرح والتَّعديل (٧/ ٣٠)، وسير أعلام النُّبلاء (١٠/ ٢٤٢)، وتهذيب التَّهذيب (٧/ ٢٣٠).