للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ عَفَّانُ: وكانَ ابنُ عُلَيَّةَ وهو شَبابٌّ مِنَ العُبَّادِ بالبَصْرَةِ، وَقَالَ إِبْراهِيمُ الحَرْبِيُّ (١) -وسَأَلَهُ أَبُو يَعْقُوبَ- فَقَالَ: دَخَلَ ابنُ عُلَيَّةَ على مُحَمَّدِ ابن هَارُوْنَ (٢)، فَقَالَ له: يا ابنَ كَذَا وكَذَا -أَي شَتَمَهُ- أَيْشٍ قُلتَ؟ فَقَالَ: أَنَا تائِبٌ إلى اللهِ، لَمْ أَعْلَمْ، أَخْطَأَتُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ حَدَّثَ بِهذَا الحَدِيث (٣) "تَجِيْءُ البَقَرَةُ وآلِ عِمْرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُما غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أوْ فِرْقَانِ (٤)، مِنْ طَيْرٍ صَوَافٍّ، يُحَاجَّان عَنْ صَاحِبِهِمَا" قَالَ: فقيلَ لابنِ عُلَيَّةَ آلهُمَا لِسَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكَيْفَ تَكَلَّمُ؟ (٥) فَقِيلَ: إِنَّهُ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ، وإِنَّمَا غَلِطَ، وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ (٦): سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، عن وُهَيْبٍ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بن عُلَيَّةَ، قُلْتُ: أَيُّهمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ إِذَا اختَلَفَا؟ فَقَالَ: وُهَيْبٌ، كَانَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْدِيّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا على إِسْمَاعِيْلَ، قُلْتُ: في حِفْظِهِ؟ قَالَ: في كلِّ شَيْءٍ. مَا زَالَ إِسْمَاعِيلُ وَضِيْعًا، مِنَ الكَلَامِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إلَى أَنْ مَاتَ، قلتُ: أَلَيْسَ قَدْ


(١) الخبر في "تاريخ بغداد" بسنده.
(٢) محمد بن هارون. ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٤٦٠).
(٣) الحَدِيْثُ هُنَا بمعناه لا بلفظِهِ على عادةِ المُؤَلِّفِ -عَفَا الله عنه-، أخرَجَهُ مُسلمٌ في صَحِيْحِهِ (١/ ٥٥٤)، رقم (٨٠٥)، والإمام أحمد في مسنده (٤/ ١٨٣)، والتِّرمِذِيُّ رقم (٢٨٨٣) من طريق النَّواس بن سمعان بلفظٍ مُختلفٍ.
(٤) في (ط): "فرقتان".
(٥) في تاريخ بغداد: "تكلما".
(٦) الخبر في "تاريخ بغداد" بسنده، والفَضْلُ بن زيادٍ ذكره المؤلِّف في موضعه كما سبق.