للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْهَا مُرُوْرَ الكِرَامِ، لكنَّني أَقِفُ وأَسْتَوْقفُ، أقيِّدُ وأَضْبُطُ، وأَضُمُّ الشَّبِيْهَ إلى الشَّبِيْهِ، وأَضَعُ الفَائِدة إلى جَنْبِ الفائدة، حَيْثُ يَجِبُ أن تكونَ، وأسْتَنْتِجُ من هذِهِ الفوائِدِ ما قد يُلْقِي الضَّوءَ على أَشْيَاءٍ غامضةٍ، وَيُحِلُّ إشْكَالاتٍ في كَثِيْرٍ من التَّراجِمِ، فاجْتَمَعَ لديَّ من هذِهِ الفَوَائدِ ما يُسَوِّدُ مُجَلَّدَاتٍ. أقُولُ هذَا من قَبِيْل التَّحَدُّثُ بنِعْمَةِ اللهِ تَعَالَى.

وَكَانَتْ هِمَّتِي- مُنْذُ البِدَايَةِ- مُتَّجِهَةً نَحْوَ وَضعِ موْسُوعَةٍ تَجْمَعُ عُلَمَاءِ المَذْهَبِ مُرَتَّبةً عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ، اقْتَصَرَ فيها على التَّعْرِيفِ المُوجَزِ بكُلِّ عَلَمٍ، مَعَ ذِكْر مَصَادِرِ التَّرْجَمةِ، واجْتَمَعَ لَدَيَّ من ذلك أَعْدَادٌ كبيْرَةٌ ممَّن لم تَرِدْ أَسْمَاؤُهُم في كُتُبِ الطَّبَقَاتِ فَضْلًا عن هَؤُلَاءِ المُتَرْجَمِيْن في كُتُبِ الطَّبَقَاتِ المُخْتَلِفَةِ على مَرِّ العُصُوْرِ، أضْبُطُ أَسْماءَهُم ضَبْطًا صَحِيْحًا، لمَعْرِفَةِ مَا عَسَى أَنْ يَكُوْنَ مُكَرَّرًا من الرِّجَالِ لِئَلَّا أَقعَ فيما وَقَعَ فيه غَيْرِي من التِّكْرَارِ غَيْرِ المَقْصُودِ؛ ولأتَعَرَّفَ على رِجَالِ المَذْهَبِ تعرُّفًا مُفِيْدًا يُمْكِنُ من خِلَالِهِ صِحَّةُ الاسْتِدْرَاكِ، والتَّعَقُّبُ والتَّذْييلُ، وقد طَالَبَنِي كَثِيْرٌ من المُهْتَمِّين المُتَخصِّصين بالمُبَادرة بإخْرَاجِ ذلِكَ؛ لاعْتِقَادِهِم بِجَدْواهُ، وإِفادَة طَلَبَةِ العِلْمِ بِهِ، ولَكِّنَّنِي أُسوِّفُ وأؤخِّرُ حَتَّى أَتَمَكَّنَ من جَمْعِ أَكْبَرِ قَدْرٍ مُمْكِنٍ من التَّرَاجِمِ، وأَنَا أَكْتَشِفُ كُلَّ يَوْمٍ جَدِيْدًا، وأَقِفُ على مَجْهُولٍ، وكُلَمَّا تَعَمَّقُتُ في البَحْثِ، وتَوَسَّعْتُ في دَائِرةِ التَّحَرِّي تَبَيَّن لِي أَنَّني كُنْتُ في أَوائِل البَحْثِ لَمْ أَقِفْ إلَّا عَلَى القَلِيْلِ من أخْبَارِهِم وأَنَّني لم أتَوَثَّقْ من مَعْرِفَةِ سَيَرِهِمْ وآثارِهِم، فَأَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى على أَنَّنِي لَمْ أَنْشُرْ مَا تَوَصَّلْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>