و (الكَوْسَجُ) بفتح الكاف والسِّين المُهملة، وسكون الواو، والجيم في آخره كذا ضَبَطَهُ أبو سَعْدِ السِّمعانيُّ ولم يَشرح معناه، ولا شَرَحَهُ مُحَقِّقه على غيرِ عَادَتِهِ، وكذلك هو في "نزهة الألباب في الألقاب" للحافظِ ابنِ حَجَرِ (٢/ ١٢٩)، ولم أجدْ من شَرَحَهُ في تَرْجَمَتِهِ في أَغْلَبِ كُتُبِ التَّراجم التي اطَّلعت عليها. (فائدة في مَعْنَى الكَوْسَج): الكَوْسَجُ: هو النَّاقِصُ الشَّعرِ على عارضيه. وقيل: ناقصُ الأسْنَان، قال المُحِبِّي في "قصد السَّبيل" (٢/ ٤٠٩). والأوَّلُ هو المَعرُوفُ، واشتَقُوا منه فعلًا فَقَالُوا -فيمن طَالَتْ لِحْيَتُهُ-: تَكَوْسَجَ عَقْلُهُ. ويقال: كَوْسَقٌ، وقد أجاد الأُرجَّاني في قوله: بُلِيْتُ بكَوْسَجٍ في عَارِضَيْهِ … يَعِزُّ الشَّعْرُ عَزَّ الكِيمْيَاءِ ومَهْمَا تُجْدِبُ الوَجَنَاتُ فاعْلَمْ … بأَنْ لَمْ تُسْقَ مِنْ مَاءِ الحَيَاءِ وقيل غير ذلك، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، وأصله بالفارسيَّة (كَوْسَهْ) قال ابن دُرَيْدٍ في "الجمهرة" (١١٧٨): "فَأَمَّا الكَوْسَجُ فَفَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ. وقال أبو عُبَيْدَةَ: يُقالُ للبِرْذَوْنِ إذا حُمِلَ على الجَرْيِ فَلَمْ يَعْدُ خَاصَّةً: كَوْسَجَ. قال أبو بكرٍ: لم يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ، يعني: أَبَا عُبَيْدَةَ. ويُراجع: تَهذيبُ اللُّغة للأزهريّ (١٠/ ٣)، والمُحكمُ (٦/ ٤٢١)، والمُعَرَّبُ (٢٨٣)، واللِّسان، والتَّاج: (كسج) وشفاء الغليل (٢٢٤). ومن نَظْمِ أَحْمَدَ بن الحَسَن بنِ قاضِي الجَبَلِ الحَنْبَليِّ (ت ٧٧١ هـ) قوله: فيمن يُنْهَى عن مُصَاحَبَتِهِمْ: فَاحْذَرْ سِنَاطًا في الرِّجَالِ وأَشْقَرًا … مَعْ كَوْسَجٍ أَوْ أَعْرَجٍ أو أَحْدَبِ (فائدة أخرى) في تَصْحِيْح خطأ ورد في "الأنساب" لأبي سَعْدِ السَّمعاني: ذَكَرَ فيمن يُلَقَّبُ (الكَوْسَجَ): " عبد ربه بن بارق الحَنْبَليُّ الكَوْسَجُ، من أهل اليمامة". كذا قال؟! وَصَوَابُهُ: (الحَنَفِيُّ) رَجعتُ إلى كتاب الأنساب للسمعاني -النسخة الموجودة في الشاملة- فوجدته لم يقل (الحنبلي) بل قال: (الحنفي) فعلًا، -فالله أعلم إن كان كذلك في الكتاب المصور فلا داعي لهذا التصحيح- وهذا نص كلامه: "وأبو عبد الله عبد ربه بن بارق الحنفي الكوسج، من أهل يمامة، يروى عن جده أبى زميل سماك بن الوليد الحنفي" اهـ انظر: (١١/ ١٦٩) نسبةً إلى القَبِيْلَةِ بني حنيفة، وهُم أهلُ اليَمَامةِ وسُكَّانُها، لا إلى المَذْهَبِ، وقد