للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنةَ ستٍّ وسَبعين ومائتين. وقيلَ: بل سنةَ ثَلَاثٍ وسبعين ومائتين (١).


= في الخَلْقِ، ولا عندَ المُحَدِّثين، وأَنَّه يأتيه مُتَنكِّرًا يأخذ عُوْدًا بِيَدِهِ ويَلُفُّ على رَأْسِهِ خِرْقَةَ مُدنَّسَةَ ويَصيحُ: الأجْرَ رحمكُمُ اللهُ … وأَنَّ أحمدَ بعدَ ذلك كان يقُصُّ على أصحابِ الحَدِيْثِ قصَّتِي مَعَهُ.
هذه الحكاية مفصَّلةٌ في المصادر رواها الحافظُ الذَّهبيُّ في "سير أعلام النُّبلاء" وأنكرَها إنكارًا شَديدًا فقال: "نقلها أبو القاسم بن بشكوال في بعض تآليفه، ونقلتها أنا من خطِّ شيخِنَا أبي الوَليد بنِ الحَاجِّ، وهي منكرةٌ، وما وصل ابن مَخْلَدٍ إلى الإمام أحمد إلاَّ بعد الثَّلاثين ومائتين، وكان قد قَطَعَ الحديثَ من أثناء سنة ثمانٍ وعشرين، وما رَوَى بعد ذلك ولا حديثًا واحدًا إلى أن ماتَ، ولما زالتِ المحنَةُ سنة اثنتين وثلاثين، وهلَكَ الواثِقُ واستَخْلَفَ المُتَوَكِّلُ، وأمر المُحَدِّثين بنَشْرِ أحاديثِ الرُّؤْيَةِ وغيرها، امتَنَعَ الإمامُ أحمدُ من التَّحديث، وصَمَّمَ على ذلك، ما عمل شيئًا غير أَنَّه كان يذاكِرُ بالعلمِ والأثرِ، وأسماء الرِّجال، والفقه، ثم لو كان بقيٌّ سَمِعَ منه ثلاثمائة حديثٍ لكان طرَّز بها "مُسنده" وافتَخَرَ بالرِّواية عنه، فعندي مُجلَّدان من "مُسنَدِهِ" وما فيهما عن أحمد كلمةٌ".
(١) في "سير أعلام النُّبلاء": "قلتُ: وَهِمَ بَعْضُ النَّاسِ وقال: ماتَ سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومائتين … " وفي "الصِّلة" لابن بشكوال: "وقال أبو الحَسَنِ الدَّارَقُطنِيُّ في "المختلف" أَنَّه ماتَ سنةَ ثلاثٍ وسبعين … " ويُراجع: المؤتلف والمختلف للدَّارقُطني (١/ ٢٧٢).
وكان هو أول من أدخلَ إلى الأندلس "مُصَنَّفَ ابنِ أَبي شَيْبَةَ" وكتاب "الفقه" للشَّافِعِيِّ بكَمَالِهِ، و"تاريخ خَليفة" و"طَبقات خليفة" و"سيرة عمر بن عبد العزيز" للدَّورقي.
(فَائِدَةٌ): أصبحَ بيتُ بقيِّ بنُ مَخلَدٍ بعده حافلًا بالعلم والعُلماء في بلاد الأندلس، من أولادِهِ وأحفادِهِ والمُتَتَبِّعُ لهم يَظْفَرُ بأعدادٍ كبيرةٍ من أهلِ العلمِ من هذا البيت الكريم، عرفتُ منهم:
- ابنه: أحمدُ بن بَقي بن مَخْلدٍ (ت ٣٣٤ هـ) (تاريخ علماء الأندلس: ٣٣).
- وحَفِيْدُهُ: عبد الرَّحمن بن أحمد بن بقي (ت ٣٦٦ هـ).
- وابنُ حَفِيْدِهِ: مَخْلَدُ بن عبد الرَّحمن بن أحمد (ت ٤٠٨ هـ) (الصِّلة: ٦٢٣). =