ونَقَلَ الحافظُ الذَّهَبيُّ ﵀ عن ابن بشكوال في غير كتاب "الصِّلة" ونَقَلَ أيضًا من خَطِّ شَيْخِهِ أبي الوَليدِ بن الحَاجِّ حكايةً طويلةً لدُخوله بغداد، واجتماعه بالإمام أحمد أيَّام محنته نقلاها من كتاب حفيده عبد الرَّحمن بن أحمد بن بَقِيٍّ، قال في صدر الحكاية: "قال عبد الرَّحمن بن أحمد بن بقيٍّ: سمعتُ أبي يقولُ: رَحَلَ أبي من مكَّة إلى بَغداد، وكان جُلُّ بغيته ملاقاةَ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، قال: فلمَّا قربت بَلَغَتْنِيَ المِحْنَةُ وأَنَّه مَمْنُوعٌ، فاغتَمَمْتُ غَمًّا شَدِيْدًا، فأحللتُ بغداد، واكتريتُ بيتًا في فندق، ثم أتيتُ الجامعَ … وذكر أَنَّه حضر مجلس يَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وأنَّه سأله أسئلة في الرَّجالِ حتَّى صاحَ به أصحابُ الحَلْقَةِ يكفيك رحمك الله غيرُكَ عنده سؤالٌ، فسألة عن أحمد، فنظر إليه كالمُتَعَجِّبِ وقال: ومثلنا نحن نكشف عن أحمد بن حنبل؟ ذاك إمام المُسلمين وأخيَرُهُم وَفاضِلُهُم. وذكر في الخبرِ الطَّويل المُثير وأنَّ أحمدَ ﵀ سأله عن وطنه ودار بينهما حوارٌ في ذلك وأَنَّ أحمد كان يحدِّثه بالحَديثِ والحَديثين والثَّلاثة كلَّ يوم، وأَنَّه شَرَطَ عليه أن لا يَظْهَرَ