للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَلَالًا. وبَنَى بِهَا حَلَالًا" يَذْهَبُ ذَا عَلَيْهِمْ، وهي خَالَتُهُمْ؟

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى (١): انصَرَفْتُ مَعَ بِشْرِ بنِ الحَارثِ في يومِ أَضْحَى من المُصَلَّى، فَلَقِيَ خَالِدَ بنَ خِدَاشٍ المُحَدِّثُ، فَسَلَّمَ عليه، فَقَصَّرَ بِشْرٌ في رَدِّ السَّلَامِ، فَقَالَ خَالِدٌ: بَيْنِي وبينَكَ مَوْدَّةٌ من أَكْثَرِ من ستِّين سَنَةً، ما تغيَّرتُ عَلَيْكَ، فما هَذَا التَّغَيْرُ؟ فَقَالَ بِشْرٌ: ما هَاهُنَا تَغَيُّرٌ، ولَا تَقْصِيْرٌ، ولكنْ هَذَا يومٌ تُسْتَحَبُّ فيه الهَدَايَا، وما عِنْدِي من عَرَضَ الدُّنْيَا شَيءٌ أُهْدِي لَكَ (٢)، وَقَدْ رُوِيَ في الحَدِيْثِ "إنَّ المُسْلِمَيْنِ إِذَا التَقَيَا كَانَ أَكْثَرُهُمَا ثَوَابًا أَبَشَّهُمَا (٣) بِصَاحِبِهِ" (٤) فتركتُكَ لِتَكُوْنَ أَفْضَلُ ثَوَابًا.

وَقَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعينٍ عن خَالدِ بنِ خِدَاشٍ؟ فَقَالَ: صَدُوْقٌ.

ومَاتَ خَالِدُ بنُ خِدَاشِ بِبَغْدَادَ في جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وعشرين [ومَائتين. وقيلَ: أَرْبَعٍ وعشرين ومائتين] (٥).


(١) هو محمَّد بن المُثَنَّى بن زيادٍ البَصْرِيُّ، أبو جعفر السِّمْسَارُ (ت ٢٦٠ هـ). ذكره الحافظُ الخَطِيْبُ في "تاريخ بغداد" (٣/ ٢٨٦) وقال: "صحب بشر بن الحارث وحفظ عنه، ونقل قول ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه مع أبي، وهو صَدوقٌ". يُراجع: تاريخ الإسلام (٣١٩).
(٢) في (ط): "إليك" مخالف لأصله (أ) وسائر النُّسخ.
(٣) في (ط): "أبشبهما" تحريف ظاهر من الطِّباعة.
(٤) أخرجه الحَكِيْمُ الترمذيُّ، وأبو الشَّيخِ عن عُمر ، كنز العمال (٩/ ١١٤) رقم (٢٥٢٤٥)
(٥) في (ب) و (جـ).