للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سُئِلَ عن تَفْسِيْرِ كِتَابِ "السُّنَنِ" لأَبِي دَاوُدَ -فَحَكَى عن أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ لَمَّا صَنَّفَ أَبُو دَاوُدَ هذَا الكِتَابَ: أُلِيْنَ لأَبِي دَاوُدَ الحَدِيْثَ كمَا أُلِيْنَ لِدَاوُدَ الحَدِيْدَ (١).

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بنِ جَابِرٍ -خَادِمُ أَبِي دَاوُدَ (٢) -: كُنْتُ مَعَ أَبِي دَاوُدَ بِبَغْدَادَ، فصَلَّيْنَا المَغْرِبَ، إِذْ قُرِعَ البَابُ، فَفَتَحْتُهُ، فَإِذَا خَادِمٌ يَقوْلُ: هذَا الأميرُ أَبُو أَحْمَد المُوَفَّقُ يَسْتَأْذِنُ، فَدَخَلْتُ إِلَى أَبِي دَاودَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَكَانِهِ، فأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ وَقَعَدَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو دَاوُدَ فَقَالَ: مَا جَاءَ بالأَمِيْرِ في مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ؟ فَقَالَ: خِلَالٌ ثَلَاثٌ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَنْتَقِلُ إلى البَصْرَةِ، فَتَتَّخِذَهَا وَطَنًا؛ لِيَرْحَلَ إِلَيْكَ طَلَبَةُ العِلْمِ مِنْ أَقْطَارِ الأرْضِ، فَتَعْمُرُ بِكَ، فَإِنَّها قَدْ خَرِبَتْ، وانْقَطَعَ عَنْهَا النَّاسُ، لِمَا جَرَى من مِحْنَةِ الزِّنْجِ، فَقَالَ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، هَاتِ الثَّانِيَةَ، قَالَ: وتَرْوِي لأَوْلَادِيْ كِتَابَ "السُّنَنِ"، فَقَالَ: نَعَمْ، هَاتِ الثَّالِثَةَ، قَالَ: وتُفْرِدُ لَهُمْ مَجْلِسًا للِرِّوَايَةِ، فَإِنَّ أَوْلَادَ الخُلَفَاءِ لَا


= (ت ٣٨٨ هـ). شارح "السُّنن" وشرحه يعرف بـ "معالم السُّنن" مطبوعٌ مشهورٌ. وهو أيضًا شارحُ "صحيح البُخاري" المعروف بـ "أعلام الحديث" وهو مطبوع وهو أيضًا مؤلِّفُ "غريب الحديث" وهو مطبوعٌ مشهورٌ … وغيرها. تُراجع في ترجمته: يتيمة الدَّهر (٤/ ٣١٠)، ومعجم الأدباء (٤/ ٢٤٦)، وإنباه الرُّواة (١/ ١٢٥)، وطبقات الشَّافعية الكبرى (٣/ ٢٨٢)، وشذرات الذَّهب (٣/ ١٢٧).
(١) في طبقات علماء الحديث عن محمَّد بن إسحق الصَّغاني ثم قال: وكذلك قال الحربي.
(٢) الخبر في سير أعلام النُّبلاء (١٣/ ٢١٦)، عن الخطَّابي قال: حدَّثني عبد الله بن محمد المسكي، حدَّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود …