للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَسَائِلِ، فَوَقَعَتْ إِلَيْه "مَسَائِلُ" جِيادٌ (١)، وكانَ أَبُو عبدِ الله يحبُّه ويُكْرِمُهُ، وكانَ مُعْيلًا، بُلِيَ بالعِيَالِ على حَدَاثَتِهِ، وكانَ أَبُو عَبْدِ الله يَدْعُو لَهُ، وكانَ سَخِيًّا، يَطُوْلُ ذِكْرُ سَخَائِهِ أَن يُرسَمَ في كِتَابٍ.

وأَخْبَرَنِي الحَسَنُ بن عَليٍّ الفَقيُهُ (٢) -بالمِصِّيْصَةِ- قال: كانَ صَالِحٌ قَدِ افتَصَدَ (٣)، فَدَعا إِخْوَانَهُ، وأَنْفَقَ في ذلِكَ اليَومِ نَحْوًا من عِشْرِيْنَ دِيْنارًا في طِيْبٍ وغَيْرِهِ (٤).

وأَخبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: قَالَ أَبِي: أَنَا أَدْعُوْكَ، وأَبْعَثُ خَلْفَكَ إِذَا جَاءَنَا وَجُلٌ مُتَقَشِّفُ لِتَنْظُرَ إِلَيْهِ؛ وَجَاءَ أَنْ يَرْسَخَ في قَلْبِكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى مِثْلِهِ، قَالَ (٥): فَلَمَّا صَارَ صَالِحٌ إلى أَصْبَهَانَ، وكُنْتُ مَعَهُ أَخْرَجَنِيْ هُوَ،


(١) مسائل صالح بن الإمام مشهورة (ط) ١٤٠٨ هـ.
(٢) تقدم ذكره ص (١٧٤) والخبر في تاريخ بغداد (٩/ ١١٩). والمِصِّيصَةُ: بلدٌ بالثُّغورِ مَشْهُورٌ.
(٣) في (ط): "اقتَصَدَ" بالقاف وكلاهما له وجه.
(٤) جاء في "تاريخ بغداد" بعد هذا: "وأحسب قال: كان في الدَّعوة ابن أبي مريم وذكر عِدِّةً، قال: فإذَا أبُو عبدِ اللهِ قد دقَّ البابَ قالَ: فقال له له ابنُ أَبِي مَرْيَمَ: أسبِلْ عَلَيْنا السِّتْرَ لا نُفْتَضَحُ، ولا يَشُمُّ أبو عَبْدِ الله رائحة الطِّيْبِ. قال: فَدَخَلَ أبو عبد الله فَقَعَدَ في الدَّارِ، وسأله عن أحواله وقال له: خُذْ هَذَيْنِ الدِّرْهَمَيْنِ فأنفقهما اليومَ، وقامَ وخَرَجَ، فقالَ ابنُ أَبِي مَرْيَمَ لصالحٍ: فَعَلَ اللهُ بِكَ وفَعَلَ لم أردت أن تأخذ الدِّرْهَمَيْنِ منه؟! ".
(٥) هذا الخبر في "تاريخ بغداد" عن القاضي أبي يَعْلَى والدِ المُصَنِّفِ، قال: وذكر أبو بكر الخلَّال في كتاب "القُضاة" … وساق سندًا والخبر عن الخطيب البغدادي في "تاريخ=