للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صُوْرَةِ آدَم، لَيْسَ هُوَ عَلَى صُوْرَةِ الرَّحْمَنِ. قَالَ زكَرِيَّا: فَقُلْتُ بعدَ ذلِكَ لِعَبْدِ الوَهَّابِ: مَا تَقُوْلُ في أَبِي ثَوْرٍ؟ فَقَالَ: مَا أَدِيْنُ فيه إلَّا بِقَوْلِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: يُهْجَرُ أَبُو ثَوْرٍ، ومَنْ قَالَ بِقَوْلهِ، قَالَ زكَرِيَّا: وقُلْتُ لِعَبْدِ الوَهَّابِ -مَرَّةً أُخْرَى- وَقَدْ تَكَلَّمَ قَوْمٌ في هَذِهِ المَسْأَلةِ: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِهِ" فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَقُلْ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمُ عَلَى صُوْرَةِ الرَّحْمَنِ فَهْوَ جَهْمِيُّ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ (١): حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الوَرَّاقُ: القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ومَنْ قَالَ مَخْلُوْقٌ فهو كافرٌ، هُوَ واللهِ زِنْدِيْقٌ.

وقَالَ مَنْصُوْرٌ الحَرْبِيُّ وغيرُهُ (٢): إِنَّه رَأَى بِشْرَ بنَ الحَارِثِ -يَعْنِي في


(١) الجرح والتَّعديل.
(٢) هكذا في جميع النُّسخ، والعبارة لا تستقيم فإمَّا أن يقولَ هو، أو يقول غيره؛ ولو قال: "أو غيره" لكانَ أقربَ إلى الصَّوابِ؛ لأنَّ الرَّاوي هو الذي رأى المَنَام؟! فيكون شاكًّا هل الذي رأى المنام هو أو غيره. ومنصورٌ الحربيُّ هذا؟! لم أقف على ترجمته ووقفت على ترجمة منصور بن محمد بن أحمد الحربيِّ البخاريِّ المحتسب، لكن لا يصحُّ أن يكون هو المقصود هنا؛ لتأخر وفاته إلى سنة ٣٨١ هـ، فلا يمكن أن يَرَى بشرًا وأبا نصرٍ وعبد الوَهَّاب؟ ويظهر أَنَّ المؤلِّفَ نقل الخبرَ بمعناه من "تاريخ بغداد" وفيه: "حدَّثني الخَلَّالُ -لَفْظًا- حدَّثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حدَّثنا حمزة بن الحسين السِّمسار، أخبرني أحمدُ بن جعفر بن عاصمٍ الحربيّ، قال: رأيت في المنام كأنِّي دخلتُ على درب هشام فلقيني بشرُ بنُ الحارث، فقلتُ: من أينَ يا أَبَا نَصْرٍ؟ فقال: من عِلِّيِّين، قلتُ: مَا فَعَلَ أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ؟ قال: تَرَكْتُ السَّاعةَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ وعبدَ الوَهَّابِ الوَرَّاقَ بينَ يدَيَ اللهَ تَعَالَى يأكلانِ ويشربانِ ويَتَنَعَّمَان. قلتُ: فأنت؟ قال: عَلِمَ اللهُ قلَّةَ رَغْبَتِي في الطَّعام فأباحني النَّظَرَ إليه" وأنتَ تَرَى =