عليه في خِتَامِ التَّرْجَمَةِ قَالَ:"وَمَنْ أَرَادَ أن يَنْظُرَ في فَضَائِلِهِ فَلْيَنْظُرْ في كِتَابِنَا "المُجَرَّدِ" في فَضَائِلِهِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُه" وحَسَنًا فَعَلَ.
وبعدَ ترجمةِ الإمامِ أحمدَ ذكرَ خُطَّتَهُ في الكِتَابِ؛ لأنَّ تَرْجَمَةَ الإمَامِ أحمدَ غيرُ داخلةٍ في الكِتَابِ؛ فالكِتَابُ مؤلَّفٌ في جَمْعِ تَرَاجِم أصْحَابِهِ، فكَأنَّه جَعَلَ التَّرجمةَ كالمَدْخَلِ إلى الكِتَابِ، لكنِّي جَعَلْتُ ترجمة الإمام أَحْمَدَ إحدى تَرَاجِمِ الكِتَاب فأعْطَيْتُهَا رَقمًا، ولو لم أَفْعَل لكان مُمْكِنًا، وكان له وَجْهٌ، قَالَ المُؤَلِّفُ بعدَ ذلِكَ:"فلنَذْكُرِ الآنَ يا أَخي- عَمَرَ اللهُ مَجْلِسَكَ، وأَمْتعً اللهُ بكَ مُجْلِسَكَ -طَبَقَاتِ أَصْحَابِنَا، .. وقد جَعلتُهُ ستَّ طَبَقاتٍ؛ (الطَّبقةُ الأُوَلَى) في ذكرِ أصحابِ إِمَامِنَا أَحْمَدَ، ومنْ رَوَى عنه حَدِيْثًا، أوْ مَسْأَلَة، أو حِكَايةً … و (الطَّبقةُ الثَّانِيَةُ) في ذكر أَصْحَابِ أصْحَابِهِ، وكَذلِكَ الطَّبَقَاتُ التي بَعْدَهَا … وَجَعَلْنَا الطَّبقةُ الأُولى والثَّانيةَ على حُرُوفِ المُعْجَمِ في أَوَائِلِ الأسْمَاءِ، وأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ؛ ليَسْهُل عَلَى مَنْ أرَاد أن يَنْظُرَ في تَرْجَمَةٍ منها، وما بَعْدَهُمَا من الطَّبَقَاتِ على تَقُدُّمِ العُمْرِ والوَفَاةِ. هَذَا هو مَنْهَجُ المؤلِّفِ في الكِتَابِ، وقَدْ وَصَفَ ابنُ بَدْرَان في المَدْخَلِ (٤٧٨) كتاب "الطَّبقات" لابن أبي يَعْلَى بأنَّه أَجَلُّ كتبُ طَبَقَاتِ الأصْحَابِ، قال: "وَقَدْ جَعَلَ هَذِ الطَّبَقَاتِ على سير الطَّبقات الأولى والثَّانية، وهكَذا مُرَتبًا كُلَّ طبقةٍ على حُرُوْفِ المُعْجَمِ مرتبًا الطَّبقاتِ على تَقْدِيْمِ العُمْرِ والوَفَاةِ" هكَذا النَّصُّ في طبعة الدُّكتورِ عبدِ الله بنِ عبد المُحْسن التُّركيِّ سنة (١٤١١ هـ)، وهو كذلِكَ في الطَّبعةِ المُنِيريَّةِ:(٢٤٩)، وفيه