مُخالَفَةً، ولا منتقدًا، إنَّما هُو منهجٌ لبعضِ أهلِ العلمِ، وقد قدَّم (الأحمدين) الحافظُ المِزِّي في (تهذيب الكمَالِ) وتبعه الحافظ ابنُ حَجَرٍ في "تَهذيب التَّهذيب" وغيرُهُما، وربَّمَا قدَّموا من يُسَمَّى (مُحَمَّدًا) على الجَمِيع تَيَمُّنًا باسم النَّبي-ﷺ، كما في "العقد الثَّمين في تاريخ البَلَدِ الأمِيْن" و"بغية الوُعَاة" وغَيْرِهِمَا.
وقال المُحقِّقَانِ:"وقد ابتَدَأَ الطَّبَقَةَ الأوْلَى بإمامِ المَذْهَبِ الإمَامِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ" وهذَا لا يَصِحُّ أبدًا، ولا يَتَّفِقُ مع مادةٍ الكِتَابِ ومَوْضُوْعِهِ، فالكِتَابُ في "طَبَقَات الحَنَابِلَة" والحَنَابِلَةُ (أَصْحَابُ أَحْمَدَ) فكيفَ يَدْخُلُ أحمد في طَبَقَاتِ أصْحَابِهِ؟! والوَضْعُ الذي عليه الكِتَاب يُخالِفُ ذلِكَ، قال المُؤَلِّفُ ﵀:" (الطَّبَقَةُ الأولَى) مِمَّن رَوَى عن إمَامِنا أحْمَد ﵁ بابُ الألفِ (ذِكْرُ مَنْ اسمُهُ أَحْمَدَ وابتَدَأَ اسْمُ أبِيْهِ بالألِفِ، أحمَدُ بنُ إبراهيم بن كَثيْرِ بنِ زَيْدِ بن أَفْلَحَ … الدَّوْرَقِيُّ" هكَذا قال المُؤلِّفُ فهل ابتدأ الطَّبقة الأولى بالإمام أحمد؟! فترجمة الإمام أَحْمَد في مُقَدِّمَة الكِتَابِ جَعَلَهَا كَالمَدْخَلِ إلى الكِتَابِ -كَمَا قُلْنَا فِيْمَا سَبَقَ-.
وقَالَ المُحَقِّقانِ الفَاضِلَانِ:"وقد ذَيَّلها الحافظُ ابنُ رَجَبٍ بكتابه المَعْروف بـ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقاتِ الحَنَابِلَةِ، وهو مَطْبُوعٌ مع الطَّبقات في مجلَّدين".
أقُولُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: لم يُطْبَعْ كِتَابُ "الذَّيْلِ … " مع الطَّبَقَاتِ، إنَّما طُبعَ الجُزْءُ الأوَّلِ منه في المَعْهَدِ الفَرَنْسِيِّ بدمشق سنة (١٩٥١ م)،