للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَبُو جَعْفَرٍ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ (١): كَانَ يشبَّهُ ابنُ أَبي ذِئْبٍ بسَعِيْدِ بن المُسَيَّبِ، ومَا كَانَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ في مَوْضِعٍ عندَ السُّلْطَان (٢) إِلَّا تَكَلَّمَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ بالحَقِّ والأمْرِ والنَّهْي، ومَالكٌ سَاكِتٌ، وإنَّمَا كَانَ يُقَالُ: ابنُ أَبِي ذئْبٍ، وسَعْدُ بن إِبْرَاهيم (٣) أَصْحَابُ أَمْرٍ ونَهْى، فَقِيْلَ لَهُ:


(١) هو حَمَّادُ بنُ خَالدٍ الخَيَّاطُ القُرَشِيُّ، أَبُو عَبْد اللهِ البَصْرِيُّ، نزيل بغداد، وأصله مَدَنِيُّ، محدِّثٌ، ثِقَةٌ، من شيوخ الإمام أحمد. أخبارُهُ في: تاريخ بغداد (٨/ ١٤٩)، وتهذيب الكمال (٧/ ٢٣٣)، وتهذيب التَّهذيب (٣/ ٧).
(٢) في (ط): "السُّلطان".
(٣) هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عَوْفٍ القرشيُّ الزُّهري (ت ١٢٦ هـ) وأُمُّه أمّ كلثوم بنتُ سَعْدِ بن أَبي وقَّاصٍ، كان قاضيَ المدينة، تابعيٌّ رَأى عبدَ الله بن عُمَرَ. مُحَدِّثٌ، ثِقَةٌ، كثيرُ الحَديثِ. وثَّقه أحمد وغيرُهُ، وقال أحمد بن حنبل عن سفيان بن عُيَيْنَةَ: "لَمَّا عُزِلَ سعدُ بن إبراهيم عن القَضَاءِ كان يُتَّقَى كما كَانَ يُتَّقَى وهو قاضٍ".
وممَّا يدلُّ على أمرِ سَعْدٍ ونَهْيِهِ ما أَخرجه الإمام البُخاريّ في "تاريخه الكبير" قال: "حدَّثني سَهْلٌ، قال: حدَّثنَا أَبُو سَلَمَة، قال: أَخْبَرَني الهيثم بن محمَّد بن حَفْصِ بن دينار، مولى بني عفار، قال: كان سعد عند هشام- يعني المخزوميَّ أميرَ المدينةِ- فَاختَصَمَ عنده يومًا ابنٌ لمحمَّد بن مَسْلَمَةَ، وآخر من بني حارثة فقال [ابن] محمَّدٍ: أَنَا ابنُ قاتلِ كَعْبِ بنِ الأشْرَفِ، فقال الحارثيُّ: أَمَا واللهِ ما قُتلَ إلَّا غَدْرًا، فانتَظَرَ سعْدٌ أَن يُغيِّرها هشامٌ فلم يَفْعَلْ حَتَّى قَامَا، فلمَّا استُقْضِيَ سَعْدٌ قالَ لمولاه شُعْبَةَ -وكان يَحْرُسُهُ-: أعطى اللهَ عهدًا لئن أفلتك الحارثيُّ لأوجعنَّك، قال شُعْبَةُ: فَصَلَّيْتُ مَعه الصُّبْحَ ثمَّ جئتُ به سَعْدًا فلَمَّا نَظَرَ إليه شَقَّ القَمِيْصَ ثُمَّ قال: أَنْتَ القائلُ: إِنَّمَا قُتِلَ ابنُ الأشْرَفِ غَدْرًا؟ ثُمَّ ضَرَبَهُ خَمْسِين ومائة وحَلَقَ رأَسَهُ ولِحْيَتَهُ وَقَالَ: واللهِ لأُقَوِّمَنَّكَ بِالضَّرْبِ ما كان لي عَلَيْكَ سُلطانٌ" أخبارُهُ في: التاريخ الكبير للبُخاريّ (٤/ ٥١)، والجرح والتَّعديل (٤/ ٧٩)، وتهذيب الكمال (١٠/ ٢٤٠)، والوافي بالوَفَيات (١٥/ ١٤٨)، وتهذيب التَّهذيب (٣/ ٤٦٣).