للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا نُدْعَى إلَيْهِ" (١).

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدٌ الصَّيْرَفِيُّ (٢)، عن الدَّارَقُطنيِّ، حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المَرُّوْذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بنُ أَحْمَد بنِ شَبُّوْيَهْ (٣)،


(١) المقصود بـ "الخِتَانِ" هُنَا المَأْدُبَةُ التي تكون بهذه المناسبة، وتُسمَّى عند العَرَبِ العَذِيْرَةَ والإعْذَارَ، ولفظُ (الوَليْمَةِ) خاصٌّ عند بعضهم بوليمة العُرْسِ، وغيرها من المأدُبَاتِ لا تُسَمَّى وَلِيْمَةً. قال الشيْخُ موفَّقُ الدِّين في المُغنِي (١٠/ ١٩١): "الوليمَةُ اسمٌ
للطَّعام في العُرس خاصَّةً، لا يقعُ هَذا الاسم على غيره، كذلك حكاه ابن عبد البَرِّ عن ثعلب وغيره من أَهْل اللُّغةِ، وقالَ بعضُ الفُقَهَاءِ من أصحابِنَا وغَيْرِهِم: إنَّ الوَليْمَةَ تَقَعَ على كلِّ طَعَامٍ لسُرورٍ حادثٍ، إلَّا أنَّ استعمالها في طعام العُرس أكثر. وقولُ أَهْل اللُّغة أقوى؛ لأنَّهم أهلُ اللِّسان، وهم أعرفُ بموضوعاتِ اللُّغةِ، وأعلمُ بلسان العَرَبِ". وقال الشَّيخُ المُوَفَّقُ: "ودَعْوَةُ الخِتَانِ لا يعرِفُها المُتَقَدِّمُونَ … يعني بالمُتَقَدِّمينَ أَصْحَابَ رَسُوْلِ الله الذين يُقْتَدى بهم، وذلك لِمَا رُوِيَ أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبي العاصِ … " وفي شرح الزَّرْكَشِيِّ لمُختصر الخرقي: "يعني السَّلف الصَّالح كالصَّحابة والتابعين".
وللولائِمِ أسماءٌ جَمَعَهَا بَعْضُ العلماء في كتابِ اسمُهُ "فَصُّ الخواتم فيما قيل في الولائم" وهو مطبوعٌ. والقَوْلُ إنَّ الوليمةَ لكلِّ طعامٍ لسُرورٍ حادثٍ هو قولُ الشَّافِعِيِّ الإمام كما في مختصر المُزني (٨٤)، وشرح غريب ألفاظه (الزَّاهر) للإمام اللُّغويِّ الأزْهَرِيِّ صاحب "تهذيب اللُّغة" (٣٢١، ٣٢٢)، وكلامُ الحافظِ ابنِ عبد البرِّ في التَّمهيد (١٠/ ١٨٢)، وفي لسان العرب (عذر) العِذَارُ، والإعْذَارُ، والعَذِيْرَةُ، والعَذِيْرُ: كلُّه طعامُ الخِتَانِ" وَحَدِيْثُ عثمان بن أبي العَاصِ تَجَاوَزَهُ الشَّيْخُ عبد القادر في هامش "المنهج الأحمد" على غير عادته، وهو في مسند الإمام أحمد (٤/ ٢١٧)، وقد خرَّجه الشيخ العلَّامة عبد الله بن عبد الرَّحمن الجِبْرِيْن في هامشِ شرحِ الزَّركشِيِّ (٥/ ٣٣٤) تخريجًا شافيًا، أثابه الله
(٢) هو أبو الحسين محمد بن أحمد الآبَنُوسيُّ من شُيُوِخ المؤلِّف ترأجع (المقدمة).
(٣) في (ب): "سيبويه" خَطَأٌ ظاهرٌ. وقد تقدَّم ذكره رقم (٢٥٢).