للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن طَاهِرٍ، فاسْتَحْسَنَهُ (١)، وقال: إِنَّ عَقْلًا بَعَثَ صَاحِبَهُ على عَمَلِ هَذَا الكِتَابِ لَحَقِيْقٌ أَنْ لَا يُحْوَجَ إِلَى طَلَبِ المَعاشِ، فَأَجْرَى لهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ في كلِّ شَهْرٍ.

وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ: قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ: مَكَثْتُ (٢) في تَصْنِيْفِ هَذَا الكِتَابَ أَرْبَعِيْنَ سَنَة، ورُبَّمَا كُنْتُ أَستَفَيْدُ الفَائِدَةَ من أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، فَأَضَعُهَا في مَوْضِعِهَا من هَذَا الكِتَابِ، فَأَبيْتُ سَاهِرًا فَرَحَّاَ مِنِّي بِتِلْكَ الفَائِدَةِ، وأَحَدُكُمْ يَجِيْئُنِي، فَيُقِيْمُ عَنْدِي أَرْبَعَة أَشْهُرٍ، وخَمْسَة أَشْهُرٍ، فَيَقُوُل: قَدْ أَقَمْتُ الكَثيْرَ.

وقِيْلَ: أَوَّلَ مَنْ سَمِعَ هَذَا الكِتَابَ من أَبِي عُبَيْدٍ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.


= ابن عبد العزيز البغوي" ذكره المؤلِّفُ في موضعه ولا شكَّ أنَ لهَؤلاء الورَّاقين حَظُّ السَّبْقِ في رواية الكتاب؛ لاسيَّما أنهم من أفاضل العلماء؛ وليسوا ورَّاقين فحسب. وذكر الحافظُ الخَطِيْبُ في "تاريخ بغداد" وغيره من العلماء "أنَّ طاهرَ بنَ عبد الله بن طاهرٍ يودُّ أن يأتيَهُ أبوعُبَيْدٍ ليسمعَ منه كتاب "غَرِيبِ الحَدِيْثِ" في مَنْزِلهِ فلم يَفْعَلْ إِجْلَالًا لحَدِيثِ رَسُوْلِ الله فَكَانَ هُوَ يَأْتيه. وقَدِمَ عليُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وعبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ فأرادَا أن يَسْمَعَا "غَرِيْبَ الحَدِيْثِ" فَكَانَ يَحْمِلُ كُل يَوْمٍ كِتَابَهُ وَيَأْتِيْهِمَا في مَنْزِلِهِمَا فيُحدِّثَهُمَا فيه إجْلالًا لعِلْمِهِمَا. وهَذه شِيْمَةٌ شَرِيْفَةٌ، رَحِمَ الله أَبَا عُبَيْدٍ".
(١) لعلَّه مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ السُّلمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. قَالَ أبُو حَاتِمِ الرَّازِي: "صَالحُ الحديثِ". وقال الدَّارقُطْنِيُّ: "ثِقَةٌ"، رَوَى له البُخِاري، وابن ماجَهْ، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن منصور الرَّمادي، والحسن العسكري، وأبوحاتم الرَّازيُّ. أخبارُهُ في: الجرح والتعديل (٨/ ١١٤)، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي (٢/ ٦٨٤) والجمع بين رجال الصَّحيحين (٢/ ٤٦٤)، وتهذيب الكمال (٢٦/ ٥٩٩)، وتهذيب التَّهذبب (٩/ ٥٠٥).
(٢) في (ط): "كنت".