للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَكَنَ بَغْدَادَ وحَدَّثَ بِهَا عن إِمَامِنَا أَحْمَدَ، وأَحْمَدَ بن عَبْدَة الضَّبِّيِّ في آخرين. رَوَى عَنْه أَبُوبَكْرٍ الخَلَّالُ، وصَاحِبُهُ عَبْدِ العَزِيْز (١)، وإِسْمَاعِيْلُ الخَطْبِيُّ، وغَيْرُهُم. وسُئِلَ الدَّارَقِطْنِيُّ عَنْهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. مَا عَلَمْتُ إلَّا خَيْرًا. أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الأزَجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابنُ عَبْدِ العَزِيْز بن يَحْيَى بن صَبِيْح، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر محمَّدُ بنُ الحَسَن بن هَارُوْن بن بَدِيْنَا. قَالَ: سَأَلْت أَبَا عَبْد اللّه أَحْمَد بن حَنْبَل ، فَقُلْت لَهُ: يَا أَبَا عَبْد اللّه، أَنَا رَجُل من أَهْلِ المَوْصل، والغَالِبُ على أَهْلِ بَلَدنا الجَهْمِيَّةُ. ومِنْهُم أَهْلُ سُنَّةٍ نَفَرٌ يَسِيْرٌ يُحبُّونَكَ (٢)، وَقَدْ وَقَعَتْ مَسْأَلَة الكَرَابِيْسِي فَفَتَنَهُم (٣) قولُ الكَرابِيْسِيِّ: لَفْظِي بالقُرْآن مَخْلُوقٌ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه: إِيَّاكَ، وإِيَّاكَ وهَذَا الكَرَابِيْسِيَّ، لا تُكَلِّمْه، ولا تُكَلِّمْ من يُكَلِّمُهُ -أربعَ مرارٍ أَوْ خَمْسًا- إلَّا أَنَّ فِي كِتَابِي أَرْبعًا، فَقُلْت: يا أَبَا عَبد الله، فَهذَا القَوْل عِنْدكَ، ومَا نَشَأ عَنْه (٤)، يَرْجعُ إلى قَوْلِ جَهْمٍ. قَالَ: هَذَا كُلُّه مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ.


= الأرْشَدِ (٢/ ٢٨٨)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (١/ ٣٣٥)، ومُخْتَصَره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ٧٠).
ويُراجع: تاريخ بغداد (٢/ ١٩١)، وتاريخ الإسلام (٢٤٢).
(١) هو المعروف بـ "غلام الخَلَّال".
(٢) في (ب): "محبُّوك".
(٣) في (ب): "فأفْتَنَتْهُمْ" وفَتَنَ وأَفْتَنَ بمعنىً واحِدٍ، ويُقالُ: إنَّ فَتَنَ لُغَةُ أهل الحِجَازِ، وأَفْتَنَ لُغَةُ أهل نَجْدٍ، وأنشد أهلُ اللُّغة لأعْشَى هَمْدَان وجاء بهما معًا:
لَئِنْ فَتنتْنِي لَهْيَ بالأمْسِ أَفْتَنَتْ … سَعِيْدًا فَأَمْسَى قَدْ قَلَى كُلَّ مُسْلِمِ
(٤) في (ط): "وما شاعت منه". ويظهر لي أنها: "تشاغب منه"؟! أي: انتشر على سبيل الإفساد.