للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبه قالَ: سَأَلْت أَبَا عَبْد اللّه عن الشَّهَادَةِ للعَشَرَةِ؟ فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ للعَشَرَةِ بالجَنَّةِ. وبِهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله عن الاستِثْنَاءِ في الإِيْمَانِ (١)؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَدْ استَثْنَى ابنُ مَسْعُود وغَيْرُهُ، وهو قَوْلُ الثَّوْرِيِّ، استثْنَاء على غَيْرِ شَكٍّ، مَخَافةً واحْتِيَاطًا للعَمَلِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه: قَالَ اللّهُ تَعَالَى (٢): ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ: قَالَ النَّبِيُّ لأصْحَابه (٣): "إنِّي لأرْجِو أَنْ أَكُون أتْقَاكُم للّه".

ورَأَيْتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ يُصَلِّي رَكْعَتِي المَغْربِ ورَكْعَتِي الفَجْرِ في منزلهِ، ولم أرَ أَبَا عبدِ اللّه يَتَطَوَّع شَيْئًا في المَسْجِدِ، إلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَإنِّي رَأَيْته يَتَطَوعُّ في مَسْجدِ الجَامَعِ، فَلَمَّا انتَصَفَ النَّهَارُ أَمْسَكَ عن الصَّلَاةِ.

ورَأيْتُ أَبَا عبدِ اللّه إِذَا مَشَى في طَرِيْق يَكْره أَنْ يَتْبَعَهُ أَحَدٌ.

وسَمِعْتُ أَبَا عبدِ اللّهِ، وسأَله رَجُلٌ، فَقَال: يَا أَبَا عبدِ اللّه (٤)، أَثْبَتُ عندَكَ حَدِيْثُ ابنِ عَبَّاسٍ، أَوْ حَدِيْثُ عبدِ اللّه بنِ عُكَيْمٍ؟ [فَقَالَ: حَدِيْثُ [ابن] عُكَيْمٍ] (٥) في جُلُودِ المَيْتَةِ؟


(١) تقدَّم مثل ذلك.
(٢) سورة الفتح، الآية: ٢٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (١١/ ٤) النِّكاح باب الترغيب في النِّكاح، كما أخرجه مسلم، والنَّسائي .. ولفظ الحديث: "أمَا والله إنِّي لأخشاكم للّه، وأتقاكم له".
(٤) سيأتي في ترجمة محمد بن مُوسَى النَّهْرتيرِيِّ رقم (٤٥٤).
(٥) ساقط من (ط) وعبد اللّه بن عُكَيْمٍ -مُصَغَّرًا- الجُهَنِيُّ، أبو مَعْبَدٍ الكوفيُّ مخضرمٌ، ماتَ زَمَنَ الحَجَّاج. أخبارُهُ في: سير أعلام النُّبلاء (٣/ ٥١٠)، والإصابة (٢/ ٣٤٦).