للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوَقْتِ؟! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَفَاكَ بِأَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ ابنُ ثَابِتٍ: أَخْبَرَنَا بحِكَايَتِهِ مَعَ مَعْرُوْفٍ أبُو عُمَرَ الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ الوَاعِظُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ يُوْسُفَ الشَّكْلِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الطُوْسِيِّ يَوْمًا، وعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وجَمَاعَةٌ مِنَ الزُّهَّادِ. وكانَ ذلِكَ اليَوْمِ يومَ الخَمِيْسِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صُمْتُ يَوْمًا، وقُلْتُ: لا آكُلُ إلَّا حَلالًا، فَمَضى يَوْمِي، ولَمْ أَجِدْ شَيْئًا، فَوَاصَلْتُ اليَوْمَ الثَّانِيَ، واليَوْمَ الثَّالِثَ، والرَّابِعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الفِطْرِ قُلْتُ: لأجْعَلَنَّ فِطْرِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ مَنْ يُزَكِّي اللهُ طَعَامَهُ. فَصِرْتُ إِلَى مَعْرُوفٍ الكَرْخِيِّ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وقَعَدْتُ، حَتَّى صَلَّى المَغْرِبَ، وخَرَجَ مَنْ كَانَ مَعَهُ في المَسْجِدِ، فَمَا بَقِيَ إلَّا أَنَا وَهُوَ ورَجُلٌ آخرُ، فالتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا طُوْسِيُّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ لِي (١): تَحَوَّلْ إِلَى أَخِيْكَ فَتَعَشَّ مَعَهُ (٢)، فَقُلْتُ: مَا بِيَ مِنْ عَشَاءٍ. فَتَرَكَنِي ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ القَوْلَ، فَقُلْتُ: مَا بِي مِنْ عَشَاءٍ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ الثَّالِثَةِ، فَقُلْتُ: مَا بِيَ مِنْ عَشَاءٍ. فَسَكَتَ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: تَقَدَّمْ إِلَيَّ، فَتَحَامَلْتُ، ومَا بِيَ مِنْ تَحَامُلٍ من شدَّةِ الضَّعْفِ، فَقَعَدْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فأَخَذَ كَفِّي اليُمْنَى فأَدْخَلَهَا إلى كُمِّهِ الأيْسَرِ، فأَخَذْتُ مِنْ كُمِّهِ سَفَرْجَلَةً مَعْضُوْضَةً فأَكَلْتُهَا،


(١) في "تاريخ بغداد": "فقال: تحول … " بسقوط "لي".
(٢) بعدها في "تاريخ بغداد": "فقلتُ في نفسي صمتُ أربعةَ أيَّامٍ وأفْطِرُ على ما لا أعلم؟! "، وكذلك هي في "تهذيب الكمال".