للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعةُ".

تدل هذه الأحاديث أن الحق مستمر في هذه الأمة وخاصة في بعض أقطارها، وقد جعل الله الشام ميزاناً يعرف به مقدار الخيرية في هذه الأمة، ومن تأمل حال فلسطين والأردن ولبنان وسورية حين تأليف هذا الكتاب عرف سوء الحال، وهذا يقتضي من أهل الخير في الشام أن يبذلوا مزيد جهد فجهادهم في الشام له انعكاساته على الأرض كلها.

١٠٦٠ - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه، ودعا ربهُ طويلاً، ثم انصرف إلينا فقال: "سألتُ ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحخدة، سألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أُمتي بالغرق فأعطانيها، وسألتُه أن لا يجعل بأسهُم بينهم فمنعنيها".

وللترمذي (١) عن خباب بن الأرت: "سألتُه أنْ لا يُهِلكَ أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألته أن لا يُسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يُذيق بعضهم بأس بعضٍ فمنعنيها".

هذه الأمة مبتلاة ببعضها وموعودة بعدم الاستئصال غرقاً أو باجتياح كوني أو عالمي، وهذا لا ينافي أن يغرق بعض أجزائها أو تنزل ببعضها جوائحُ أو يسلط على بعضها الكفار فيغلبوهم أو يستأصلوهم فالمنفي هو الاستئصال، وهذا التاريخ شاهد وذلك معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم.

١٠٦١ - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك. قال: مُرَّ بجنازةٍ فأُثْني عليها


١٠٦٠ - مسلم (٤/ ٢٢١٦) ٥٢ - كتاب الفتن وشراط الساعة-٥ - باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض.
أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم: أي يستأصلهم، أو المراد دوام التسليط.
(١) الترمذي (٤/ ٤٧٢) ٣٤ - كتاب الفتن -١٤ - باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
١٠٦١ - البخاري (٣/ ٢٢٨) ٢٣ - كتاب الجنائز -٨٥ - باب ثناء الناس على الميت.
ومسلم (٢/ ٦٥٥) ١١ - كتاب الجنائز -٢٠ - باب فيمن يُثني عليه خير أو شر من الموتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>