للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خيراً. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت وجبت وجبتْ" ومُرَّ بجنازة فأثني عليها (١) شراً. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "وجبتْ وجبت وجبتْ". قال عمر: فدى لك أبي وأمي! مَرِّ بجنازة فأثنى عليها خيراً فقلت: وجبتْ وجبت وجبتْ. ومُرَّ بجنازةٍ فأثنى عليها شراً فقلت: وجبتْ وجبت وجبتْ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أثنيتُم عليه خيراً وجبت له الجنة. ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النارُ. أنتمْ شهداء الله في الأرض. انتم شهداء الله في الأرض. أنتم شهداء الله في الأرض".

١٠٦٢ - * روى البخاري عن عمر رفعه: "أيما مسلم شهد له أربعةُ نفرٍ بخيرٍ أدخله الله الجنة" فقلنا وثلاثة؟ قال: "وثلاثة" فقلنا واثنان فقال: "واثنان" ثم لم نسأله عن الواحد.

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (٢) فهذه الأمة أكرمها الله عز وجل بأن جعلها شهيدة على الأمم قبلها وعلى الأمم المعاصرة لها.

وقوله تعالى: (وسطاً) أي خياراً عدولاً. وذلك يدل على أن الشهيد من هذه الأمة هو من اجتمع له الخيرية والعدالة، فلا عبرة لشهادة غير الخيار العدول، وعلى هذا يحمل الحديثان اللذان مرا، فمن شهد له عدلان بالخيرية فتك علامة على أنه من أهل الجنة، ويُستأنسُ بذلك لفقه الحركة أنه من زكاه عضوان استحق أن ينال صفة العضوية.

١٠٦٣ - * روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أضل الله تعالى عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يومُ السبتِ، وكان


(١) فأثنى عليها خيراً، فأثنى عليه شراً: هكذا هو في بعض الأصول: خيراً وشراً بالنصب، وهو منصوب بإسقاط الجار، أي فأثنى بخير وبشر، وفي بعضها مرفوع، ومعنى الإثناء هو الوصف، يستعمل في الخير والشر، والاسم والثناء، قال في المصباح: يقال أثنيت عليه خيراً وبخير، وأثنيت عليه شراً وبشر، لأنه بمعنى وصفته.
١٠٦٢ - البخاري مطولاً (٣/ ٢٣٩) ٢٣ - كتاب الجنائز -٨٥ - باب ثناء الناس على الميت.
والترمذي (٣/ ٣٦٥) ٨ - كتاب الجنائز -٦٣ - باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت.
والنسائي مطولاً (٤/ ٥١) كتاب الجنائز - باب الثناء.
(٢) البقرة: ١٤٣.
١٠٦٣ - مسلم (٢/ ٥٨٦) ٧ - كتاب الجمعة -٦ - باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.
والنسائي (٣/ ٨٧) كتاب الجمعة، باب إيجاب الجمعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>