للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقدم مسروق المدينة، فسمع قول زيد فيها، فأعجبه. فقال له بعض أصحابه: أتترك قول عبد الله؟ فقال: أتيت المدينة، فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. يعني: كان زيد يشرك بين الباقين (١).

عن أبي سلمة، أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت. فأخذ له بركابه، فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا (٢).

قال علي بن المديني: لم يكن من الصحابة أحد له أصحاب حفظوا عنه، وقاموا بقوله في الفقه، إلا ثلاثة: زيد، وعبد الله، [بن مسعود]، وابن عباس.

عن الزهري: بلغنا أن زيد بن ثابت كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا؟ فإن قالوا: نعم. حدث فيه بالذي يعلم. وإن قالوا: لم يكن. قال: فذروه حتى يكون.

عن الشعبي: أن مروان دعا زيد بن ثابت، وأجلس له قومًا خلف ستر، فأخذ يسأله، وهم يكتبون؛ ففطن زيد، فقال: يا مروان، أغدرا، إنما أقول برأيي (٣).

رواه إبراهيم بن حميد الرواسي، عن ابن أبي خالد، نحوه "وزاد": فمحوه.

عن ابن سيرين، قال: حج بنا أبو الوليد، ونحن ولد سيرين سبعة؛ فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، فقال: هؤلاء بنو سيرين. فقال زيد: هؤلاء لأم، وهذان لأم، وهذان لأم. قال: فما أخطأ، وكان محمد، ومعبد، ويحيى لأم (٤).

عن ثابت بن عبيد، قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله، وأزمته (٥) عند القوم.


(١) إسناده صحيح: يشرك بين الباقين: يسوي بينهم في القسمة.
(٢) ورواه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٣٦٠) وإسناده حسن. والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٣٣) وصححه وسكت عنه الذهبي.
(٣) ورواه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٣٦١) من طريقين عن سفيان به، والطبراني بنحوه (٥/ ١٣٧) عن خارجة ابن زيد.
(٤) ورواه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٤٣٨) وأخرجه الفسوي في تاريخه ورجاله ثقات.
(٥) أزمته: أي من أرزنهم وأوقرهم، الزميت: الحليم الساكن القليل الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>