للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، ولم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رضي الله عنه.

قال الذهبي: قال ابن مندة: ولد حكيم في جوف الكعبة، وعاش مئة وعشرين سنة.

روى الزبير، عن مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم في نسوة الكعبة، فضربها المخاض، فأتيت بنطع (١) حين أعجلتها الولادة، فولدت في الكعبة.

وكان حكيم من سادات قريش. قال الزبير: كان شديد الأدمة، خفيف اللحم.

عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال: كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية، فلما نبئ وهاجر، شهد حكيم الموسم كافرًا، فوجد حلة لذي يزن تباع، فاشتراها بخمسين دينارًا ليهديها إلى رسول الله، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية، فأبى، قال عبيد الله: حسبته قال: "إنا لا نقبل من المشركين شيئًا، ولكن إن شئت بالثمن" قال: فأعطيته حين أبى علي الهدية (٢).

وفي رواية: فلبسها، فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئًا أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة أتلبس حلة يزن؟ قال: نعم، والله لأنا خير منه، ولأبي خير من أبيه. فانطلقت إلى مكة، فأعجبتهم بقوله.

الزبير: أخبرنا إبراهيم بن حمزة قال: كان مشركو قريش لما حصروا بني هاشم في الشعب، كان حكيم تأتيه العير بالحنطة فيقبلها (٣) الشعب، ثم يضرب أعجازها، فتدخل عليهم، فيأخذون ما عليها.

الزبير: أخبرنا مصعب بن عثمان؛ سمعتهم يقولون: لم يدخل دار الندوة للرأي أحد


(١) النطع: قطعة من الجلد يوقى بها ما تحتها.
(٢) رواه أحمد في مسنده (٣/ ٤٠٢) والطبراني في الكبير (٣/ ٢٠٢).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٥١): رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناده رجاله صحيح.
والحاكم في مستدركه (٣/ ٤٨٤) وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) أقبل الإبل الطريق: أسلكها إياه، وذلك أن يجعل وجوهها مستقبلة وجه الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>