للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صبراً: الصلاة، وأخبر - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، حين حدثوا: أنه قتل - أن يؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلاً من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئاً.

وأخرجه أبو داود (١) إلى قوله: يستحد بها، ثم قال: فلما خرجوا به ليقتلوه، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، ثم قال: والله، لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت.

وأخرجه في موضع آخر قال: ابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيباً - وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر - فلبث خبيب عندهم أسيراً، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها، فأعارته ... وذكر الحديث ... إلى قوله: ما كنت لأفعل ذلك، قال أبو داود: وروى الزهري هذه القصة، قال: أخبرني عبيد الله بن عياض: أن بنت الحارث أخبرته: أنهم حين اجتمعوا - يعني لقتله - استعار منها موسى ليستحد بها، فأعارته.

وفي رواية رزين زيادة: قال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا رسولك، فجعل يرميهم ويقول:

ما علتي وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل

قال في الفتح:

وذكر ابن إسحاق بإسناد صحيح عن عقبة بن الحارث قال: ما أنا قتلت خبيباً لأني


= صبراً: قتل الصبر: هو أن يقتل بأي أنواع القتل كان، من غير أن يكون في حرب ولا قتال.
الظلة: الشيء الذي يظلل من فوق.
الدبر: جماعة النحل.
(١) أبو داود (٣/ ٥١)، كتاب الجهاد، باب في الرجل يستأسر.
نابل: النابل: الذي معه النبل.
عنابل: العنابل: الغليظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>