عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهَا صَبِيحَةُ الْخِلَافَةِ فَاجْتَمَعُوا لِلصُّبْحِ كَمَا يَجْتَمِعُونَ لِلْجُمُعَةِ، فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّفَرَ أَنْ يَجْلِسُوا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، قَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي كَانَ، مِنْ وَفَاةِ أمير المؤمنين، واستخلافه إيانا أيها النفر ورضي أَصْحَابِي أَنّ أَلِيَ ذَلِكَ فَأَخْتَارُ رَجُلًا مِنْهُمْ وَهَؤُلَاءِ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا، ثُمَّ قَالَ: أَيْ فُلَانُ، عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ لِمَنْ وَلَّيْتُ وَلَتَرْضَيَنَّ ولتسلِّمنَّ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ رَافِعٌ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ حَتَّى فَرِغَ مِنْهُمْ رَجُلًا رَجُلًا مِنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ والزبير وسعد، قال: أما طلحة فأنا حميل، بِرِضَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ دَائِبًا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا، النَّاسُ وَإِيَّاهُمُ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ، قُمْ يَا عُثْمَانُ، فَلَمْ يَقُلْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَلَا وُفُودِ الْعَرَبِ، وَلَا صَالِحِي (التَّابِعِينَ) : إِنَّكَ لَمْ تَسْتَشِرْنَا وَلَمْ تَسْتَأْمِرْنَا، فَرَضُوا وَسَلَّمُوا، فَلَبِثُوا سِتَّ سِنِينَ لَا يَعِيبُونَ شَيْئًا، قَالَ: كَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يفضلونه على عمر (تقول) الْعَدْلُ مِثْلُ عُمَرَ وَاللَّيِّنُ أَلْيَنُ مِنْ عُمَرَ".
٤١٦٠ - قَالَ: وَثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ "أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا دَعَا رَجُلًا مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ذَكَرَ مَنَاقِبَهُمْ، قَالَ: إِنَّكَ لَهَا لَأَهْلٌ فَإِنْ أَخْطَأَتُكَ فَمَنْ؟ فَيَقُولُ: إِنْ أَخْطَأْتَنِي فَعُثْمَانُ ".
هَذَا سناد صَحِيحٌ.
٤١٦١ - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبُعٍ قَالَ: "قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبعٍ- وَيُقَالُ: سَبِيعٌ- ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَالذَّهَبِيُّ فِي الميزان.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute