٢٥- بَابُ مَا جَاءَ فِي فَتْحِ أَصْبَهَانَ وَفَارِسَ وَالرُّومِ وَأَذْرَبَيْجَانَ
٤٦٢٨ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ "أَنَّ حُمَمَةَ- رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزَا أَصْبَهَانَ مَعَ الْأَشْعَرِيِّ، وَفُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ حَمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ بِصَدَقَةٍ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاحْمِلْهُِ عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَ، اللَّهُمَّ لَا تُرِجِعْ حَمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هذا. فمات بأصبهان، فقام الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا أَلَا إِنَّ حَمَمَةَ شَهِيدٌ".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، داود بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ معين وأبو دَاوُدَ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُمْ.
٤٦٢٩ - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ معقل بن يسار "أن عمر ابن الخطاب- رضي الله عنه- شاور لهرمزان فِي أَصْبَهَانَ وَفَارِسٍ وَأَذْرَبَيْجَانِ بأيهم يبدأ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الْجَنَاحَانِ، فَإِنْ قَطَعْتُ أَحَدَ الْجَنَاحَيْنِ لَاذَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ، وَإِنْ قَطَعْتُ الرَّأْسَ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ، فَابْدَأْ بِأَصْبَهَانَ. قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ يُصَلِّي، فَانْتَظَرَهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَقَالَ: إِنِّي مَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: أمَّا جَابِيًا فَلَا، وَلَكِنْ غَازِيًا. قَالَ: فَإِنَّكَ غَازٍ. قَالَ: فَسَرَّحَهُ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ وَفِيهِمُ: الزُّبَيْرُ بن العوام وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمرو، والمغيرة بن شعبة، والأشعث بن قيس، وعمرو بن معدي كرب، قال: فأتاهم النعمان وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ نَهْرٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شعبة، قَالَ: وَمَلَّكَهُمْ (ذُو الْحَاجِبَيْنِ) قَالَ: فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ، أَقْعُدُ لَهُ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ، أَمْ أَقْعُدُ لَهُ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ؟ قَالُوا: لَا، بَلِ اقْعُدْ له فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ. قَالَ: فَقَعَدَ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ. قَالَ: فَقَعَدَ عَلَى السَّرِيرِ وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الدِّيبَاجِ وَالْقُرْطَةِ وَأَسْوِرَةِ الذَّهَبِ، قَالَ: فَأَتَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَقَدْ أَخَذَ بِضَبْعَيَّةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute