للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فارس ابن فارس. قال: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمجامع جِبَّتِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، مَا بَعَثَ اللَّهُ نبيّاً قبلي إلا وقد رعى. قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ النَّبِيَّ نُوح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصُّهَا عَلَيْكَ آمُرُكَ بِاثْنَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَيْنِ: آمُرُكَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كُنَّ حَلَقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؟ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ. قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولُ اللَّهِ، هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ هو أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان يَلْبَسُهُمَا؟ قَالَ: لَا أَوْ حُلَّةٌ حَسَنَةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: لَا. أَوْ دَابَّةٌ فَارِهَةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: لَا. أَوْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَصْحَابٌ فَيَجْمَعُهُمْ إِلَيْهِ، وَذَكَرَ الطَّعَامَ؟ قَالَ: لَا. قِيلَ: فَمَا الْكِبْرُ؟! قال: سفه الحق وغمص الناس".

٦١٢٤ / ٢ - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِلَّا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ ابْنَهُ؟ قالوا: بَلَى. قَالَ: أَوْصَى نُوحٌ ابْنَهُ فَقَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أُوصِيكَ بِاثْنَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: أُوصِيكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَإِنَّهَا لَو ُوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ كَانَتْ حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله، وتقول: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؟ فَإِنَّهَا عِبَادَةُ الْخَلْقِ وبها تقطع أَرْزَاقُهُمْ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: الشَّرْكِ وَالْكِبْرِ؟ فَإِنَّهُمَا يَحْجُبَانِ عَنِ اللَّهِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون عليه الجماعة أو يلبس القميص النظيفة؟ قال: ليس ذلك، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمض الناس".

قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا، رَوَاهُ عَنْ عمرو بن دينار، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم بن سعيد.

٦١٢٤ / ٣ - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كتاب المستدرك: من طريق وهب بن جرير، ثنا أبي، سمعت الصقعب بن زهير، يحدث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>